مقالات

وقف الجنون “الإسرائيلي”.. متى؟!

“المدارنت”..
لم يعد مقبولاً بأي شكل من الأشكال، أن تواصل “إسرائيل”، حربها التدميرية المجنونة على قطاع غزة، وارتكاب المجازر اليومية بحق الأبرياء من المدنيين، وإلغاء وجود عائلات بأكملها من الحياة تحت ذرائع وحجج واهية، وممارسة سياسة التجويع بقطع المساعدات الإنسانية والمياه والكهرباء، والتهرب من الاتفاقات والالتزامات المتفق عليها، وانتهاك القانون الدولي الإنساني، في محاولة جديدة للعودة إلى سياسة التهجير.
إن الحرب التي تشنها إسرائيل على غزة هي في الواقع حرب على الإنسانية جمعاء، ويخوضها بنيامين نتنياهو لأسباب سياسية شخصية، وليس لأية أسباب أخرى. هي حربه وحرب ايتمار بن غفير من أجل إعادته إلى الحكومة، وضمان تصويته على الميزانية للحفاظ على الحكومة والحؤول دون سقوطها، إضافة إلى التغطية على قراره بإقالة رئيس الشاباك رونين بار والتحقيقات التي تجري معه بتهمة الفساد.
لم يعد الصمت على الجرائم التي ترتكبها إسرائيل مقبولاً، فالعالم أمام تأجيج جحيم على الأرض بحق شعب أعزل، ما يؤدي إلى مفاقمة المعاناة واليأس، وتسعير التوتر في المنطقة، وقطع الطريق على كل الجهود المبذولة لوقف إطلاق النار والتوصل إلى تسوية سياسية للصراع.
ولأن دولة الإمارات العربية المتحدة معنية مباشرة بالشعب الفلسطيني وقضيته وملتزمة بالوقوف إلى جانبه، فقد دانت بأشد العبارات الغارات الجوية الإسرائيلية على قطاع غزة، والتي أسفرت عن مقتل وإصابة مئات الفلسطينيين، «ما يعد انتهاكاً لاتفاق الهدنة الذي تم التوصل إليه في يناير/كانون الثاني الماضي»، محذرة من عواقب التصعيد العسكري الذي يهدد بوقوع المزيد من الضحايا الأبرياء، واستفحال المأساة الإنسانية التي يشهدها القطـاع.
وطالبت دولة الإمارات في بيان صادر عن وزارة الخارجية، المجتمع الدولي باتخاذ «خطوات عاجلة لوقف التصعيد، وضرورة بذل كافة الجهود بدون إبطاء للوصول إلى وقف فوري لإطلاق النار، وحماية المدنيين»، وأكدت أهمية «وقف الإجراءات العقابية المهددة للحياة، وإعادة الكهرباء وفتح المعابر، وإيصال المساعدات الإنسانية بشكل عاجل وآمن ومستدام ودون أي عوائق»، وشددت على «ضرورة استئناف اتفاق الهدنة بين الطرفين»، وحذرت من أن «استمرار الغارات الجوية على المدنيين والمناطق السكنية سيؤدي إلى تأجيج الوضع في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وانجرار المنطقة لمستويات جديدة من العنف والتوتر وعدم الاستقرار».
إن هذا الموقف يؤكد أن دولة الإمارات تدرك مسؤولياتها الوطنية والقومية تجاه ما يجري على الأرض الفلسطينية، كما تعي المخاطر والتحديات التي تواجه الفلسطينيين والعرب، لذلك تدعو إلى اتخاذ خطوات عاجلة لوقف التصعيد، وحماية الشعب الفلسطيني من مزيد من المآسي والمذابح.
الواقع يؤكد أن إسرائيل لم تكن لتقوم بمثل هذه المجازر لولا صمت المجتمع الدولي، ويقينها بأنها خارج أي عقاب أو مساءلة، وأنها فوق كل القوانين والشرائع والمواثيق الدولية، ويكفيها أن تحظى بحماية أمريكية مطلقة.

المصدر: إفتتاحية “الخليج” الإماراتية اليوم
المزيد

المدارنت / almadarnet.com

موقع إعلامي إلكتروني مستقل / مدير التحرير محمد حمّود

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى