وما تزال فلسطين ترزح تحت نير الاحتلال..!
“المدارنت”..
تمارس “إسرائيل” من خلال حكومتها المتطرفة وعلى مرأى من العالم وتقوم بتنفيذ إبادة جماعية منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، وقتل عشرات آلاف المدنيين بشكل سافر من أطفال ونساء وشيوخ وتدمير ممنهج لكل ما هو على الأرض في قطاع غزة، واستهداف الفلسطينيين في الضفة الغربية والقدس بالقتل والهدم والتدمير والاستعمار بهدف التهجير الطوعي والقسري.
الشعب الفلسطيني يتعرض منذ سنة كاملة لإبادة جماعية في قطاع غزة تنفذها دولة الاحتلال من خلال تدمير كامل للبنية التحتية والمساكن والمساجد والكنائس والمدارس، وكذلك الأمر في الضفة الغربية هناك عدوان همجي وحرب إبادة وتطهير عرقي في عموم أرض فلسطين، بينما يتعرض المسجد الأقصى يوميا لانتهاكات من قبل الاحتلال وعصابات المستعمرين الإرهابيين، حيث يتعرض لاعتداء وجريمة تهويد ممنهجة، وأن استمرار استهداف المسجد الأقصى يمكن أن يقود العالم للحرب الدينية التي ستحرق نارها العالم أجمع وأنه لا معنى لقيم الإنسانية والسلام في ظل استمرار العدوان والحرب.
وفي هذا السياق لا يمكن تجاهل دور الولايات المتحدة الذي تقوم به، من خلال دعمها لإسرائيل عسكريا وماديا وسياسيا وديبلوماسيا، وحمايتها والدفاع عنها أمام المؤسسات الدولية والمحاكم الدولية، حيث لم تلتزم إسرائيل ولم تنفذ أي من القرارات الدولية، وكذلك دعم الدول الغربية وبعض الدول الأوروبية التي نطالبها بالضغط على حكومة الاحتلال بوقف العدوان والمجازر وحرب الإبادة وحماية الأسرى الفلسطينيين.
وما من شك ان بقاء الاحتلال لدولة فلسطين يعني غياب السلام في العالم أجمع، وأن العالم كله باستثناء أميركا وإسرائيل يدعو لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي، ودليل ذلك قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة قبل أيام، حينما طالبت بإنهاء الاحتلال لدولة فلسطين في غضون عام وفق ما جاء في قرار محكمة العدل الدولية الاستشاري بعدم قانونية الاحتلال وإجراءاته في أرض دولة فلسطين.
دوما سعت فلسطين الى تحقيق السلام وان الشعب الفلسطيني يريد تحقيق العدل والسلام ويضحي لأجله ودليل ذلك حينما قبلت منظمة التحرير الفلسطينية بإقامة دولة سياسية على جزء من وطننا التاريخي فلسطين ومع ذلك لا تزال إسرائيل مصرة على الاحتلال والعدوان ومنع قيام دولة فلسطينية مستقلة، وأنه لن يكون هناك سلام وأمن لأحد ما لم يحصل الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعة أسوة بجميع شعوب العالم.
لا بد من التحرك من اجل بناء شراكة إستراتيجية دولية وتحقيق العدالة الدولية والدعوة لتحقيق الأمن والسلام العالمي وتحقيق التوازن المفقود من خلال إيجاد عالم متعدد الأقطاب بعيدا عن استفراد قوى بعينها بمصير الشعوب والدول بالعالم، وانه لا يمكن تحقيق السلام إذا ظلت بعض القوى تستخدم البطش والعدوان ضد الشعوب والدول، ولن يكون هناك سلام في العالم ما دامت فلسطين ترزح تحت نير الاحتلال.
لا بد من المجتمع الدولي العمل على اتخاذ خطوات أكثر متوازنة وشجاعة وتوحيد الجهود والدعوات لوقف إطلاق النار والإبادة، وأهمية التعاون مع الجميع لتنفيذ قرار محكمة العدل الدولية وإدخال المساعدات الإنسانية والغذاء وتحرير الأسرى ووقف سياسات نتنياهو، وعلى العالم اتخاذ مواقف شجاعة بما يخص التعامل مع إسرائيل، ووقف تصدير الأسلحة ومحاسبتها على جرائمها المستمرة منذ 76 عاما والاعتراف بدولة فلسطين وأنه لن يكون هناك سلام دون تحقيق العدالة للشعب الفلسطيني وتنفيذ جميع حقوقه المشروعة وفي مقدمتها إنهاء الاحتلال العسكري الإسرائيلي.