العريضي في ذكرى تأسيس “التقدمي”: لسنا مكسر عصا
أضاف: بيروت قالت كلمتها أثناء الحصار والإجتياح الذي حصل بعد اغتيالهم المعلم الشهيد كمال جنبلاط، قتلوه بحقد وقالوا كلاما في السياسة ان هذا الرجل قد انتهى ونفذوا كلامهم، وليس في ذلك شجاعة. يمكن لقوى كثيرة ولمستبدين ولديكتاتوريين ورموز انظمة قمع ان يلجأوا الى السلاح، وان يقتلوا رمزا وقائدا كبيرا لكن هؤلاء ضد التاريخ والعقل، قتلوا قائدنا اخذوا منا اغلى الناس ولكن لم يأخذوا منا ارادته ووصيته. وخرج وليد جنبلاط من المختارة وحمل الراية والأمانة. ونقول اليوم لكل من يستهدف هذا الرمز الوطني الكبير حاولوا ان تتعلموا من التاريخ”.
وإذ حيا العريضي شهداء الحزب في ذكرى تأسيسه وكل الجرحى والمناضلين، قال: “وقفنا عند محطات التاريخ في كل مرة نقول فقط للتاريخ لنتعلم منه وليس لننكأ الجراح. بعد المعلم استمر الحزب في اصعب مرحلة كان يعيشها لبنان وكنا في طليعة التصدي لكثير من المشاريع وفي طليعة القوى التي حفظت وحدة لبنان وانتماءه. نحن على مدى سنوات كان لنا قرار من قيادة الحزب الا نحيي اي ذكرى يمكن من خلالها ان يشعر الشريك في الوطن اننا نقول كلاما يمكن ان يفتح الذاكرة، ولكن مثلما نحترم حق الآخرين في احياء كل مناسباتهم والتذكير بكل محطات تاريخهم، وامام هذه الإستباحة من قبل البعض لمحطات التاريخ القديم والبعيد والحديث نقول بكل فخر واعتزاز: نحن كنا حزبا سياسيا يحمل رؤية وافكارا وبرامج سياسية وقضايا وعناوين، قاتلنا في الحرب بشرف واعتزاز وقدمنا التضحيات من باب الواجب. كانت طليعة الرجال في جيش التحرير الشعبي قوات الشهيد كمال جنبلاط وقدمنا دماء ذكية دفاعا عن لبنان وعروبته في هذا الجيش مع قوى وطنية عربية. فنحن اسقطنا اتفاق 17 ايار وفتحنا طريق الشام وفتحنا طريق المقاومة الى الجنوب. تاريخ هذا الحزب ومناضليه ومقاتليه لا يسقطه احد، لا بكلمة ولا بموقف ولا باستقواء من هنا او هناك، ومع ذلك لسنا هواة حروب مفتوحة. ذهبنا بقلب وعقل مفتوح واياد خيرة ممدودة الى الصلح عقدنا المصالحة بين رمزين كبيرين، الزعيم الوطني وليد جنبلاط وغبطة البطريرك مار نصرالله بطرس صفير”.
أضاف: “أكرر القول في السياسة تغييرات وتقلبات احداث ومواقف تتبدل ولكن عندما نسترجع تلك المرحلة يجب الا يتجاوز احد خصوصا عندما يتحدث عن هذه المنطقة والجماعة بأن الدم والجهاد كان واحدا والطريق كان واحدا والشهداء كانوا من الجميع. نختلف بالسياسة ولكن حذار المس بالمحرمات وحرام على كل من يقول بأنه حريص على جماعة او منطقة او تاريخ ان يسيء الى الدم والأمانة او التاريخ او التضحية”.
وتابع: “في هذا المجال اوجه كلمتين الأولى: نحن احترمنا ونحترم شهداء كل القوى السياسية وعندما عقدنا المصالحة، قلنا لكل منا الحق في التعبير عن رأيه. هذا الفريق او ذاك يرى انه قدم شهداء من اجل لبنان، وكل منا على طريقته قدم شهداءه من اجل لبنان. لذلك، اقول اتركوا الشهداء، كل الشهداء، ينامون بارتياح حيث هم. والثانية هي عن الأحياء: اتركوا الأحياء ينامون حيث هم بهدوء بلا تحريض وتعبئة وحقد وخطابات الكراهية ونبش القبور والعظام. والعودة الى عقود من الزمن هذا لا يخدم المصالحة ولا يترك الناس تنام بهدوء. وهذا يؤدي الى شحن النفوس واثارة الغرائز وبث الأحقاد والكراهية. ولذلك ابعدوا هذا الموضوع عن زواريب السياسة الضيقة، انكم بذلك تسيئون الى خطاباتكم ومواقفكم المعلنة وسياساتكم وادعاءاتكم بالحفظ على لبنان والأمن والإستقرار. ومع ذلك نقول: مهما صرخوا وحاولوا وقالوا نحن، بكل هدوء، لا مع هؤلاء ولا مع اولئك، لا لهؤلاء ولا لأولئك سنسمح بفتنة في الجبل. سيبقى الجبل آمنا مستقرا وسنبقى على ثوابتنا نعمل من اجل ترسيخ المصالحة والذهاب الى خدمة الناس كل الناس”.
وقال العريضي: “نحن قلقون من واقع وطبيعة العلاقات السياسية في لبنان، كيف تتأثر بأمور يجب الا تمس الثوابت. قلنا اكثر من مرة لا يستطيع احد ان يلغي احدا ولا يستطيع احد ان يتحكم بآخر او ان يفرض موقفا او توجها او سياسة. ولذلك من الطبيعي ان تكون خلافات سياسية بين بعضنا البعض ولكن من غير الطبيعي ان نذهب الى التخوين او التشكيك، وأن نخرج من دائرة التحكم بما يبث على مواقع التواصل الإجتماعي وهو امر لا يخدم احد منا، ثم يذهب البعض الى التحريم او التكفير وينقطع التواصل. فعندما نقول كل يوم بلبنان التنوع لبنان الحرية ولبنان الديموقراطي فلا نريد ان نحتكر رأيا او موقفا. نحن نتقبل اي رأي ونرد عليه بالموقف وبرأي آخر. والشريك في هذا الوطن لا يمكن تجاوزه، ونأمل من الجميع ان يعتمد هذا الأسلوب في مقارباته السياسية. ومن يعتبر ان تحالف اقليات يمكن ان يحفظ لبنان فهو مخطىء، وان تحالف اكثريات يمكن ان يحمي لبنان فهو مخطىء. المطلوب حماية التنوع في لبنان”.
وأردف: “خرج البعض منذ ايام ليتوجه لرئيسنا بكلام ينبغي ان نقف عنده لنقول كلمة واضحة: نحن نعرف ان السياسة هزلت ولكن لا يمكن ان نقبل ان تكون هزلت الى حد الإستباحة او استسهال الأمور او التحريض او التعبئة بخطابات التحريض وإلغاء، ودعوة وليد جنبلاط الى الخروج من الحياة السياسية او التنحي. لا لن يستطيع احد في لبنان مهما علا شأنه ومهما امتلك من عناصر القوة في هذا الموقع او ذاك ان يتوجه الينا بهذا الخطاب. وليد جنبلاط موجود في الحياة السياسية اللبنانية بإرادة الناس وبإرادة الحزب، ونقول للجميع لسنا مكسر عصا ولسنا من النوع الذي يكسر بتهديد او بكلام او بخطاب. نحن هنا وفي مكاننا نحن صامدون صابرون نتحمل كل التحديات ونعرف كيف نتحملها بالصبر والحكمة وقوة المنطق لنواجه منطق القوة. وليد جنبلاط عز وكرامة وسمعة وعروبة وديموقراطية لبنان. وفي هذه المناسبة اتوجه بتحية الى الأخ والصديق الكبير دولة الرئيس نبيه بري والذي مهما تباينت الآراء يبقى رمزا وطنيا صادقا حريصا على التنوع والتوازن والإستقرار في لبنان”.
وتطرق الى الموازنة “في ظل عدم التوازن وانعدام الوزن فيها”، وقال: “نحن في الحزب قدمنا منذ مدة ورقة اقتصادية وذهبنا في نقاش مع كل القوى السياسية وهي ورقة للحوار. لا ندعي اننا نملك كل الأجوبة وكل الحلول. الورقة قدمت للنقاش حول الأفكار والبرامج والأفكار والرؤى والتوجهات، الوضع في لبنان خطير ودقيق والفساد آفة الآفات ولا بد من مكافحته والكل يتحدث عن الهدر والفساد والرشوة فمن المسؤول؟ أليس ثمة مسؤول عن ذلك؟ ألا يمكن ان نصل يوما الى حق وحقيقة؟”.
ورأى ان “خطورة ما يجري في البلد يكمن في اننا لا نعيش نقاشا علميا منطقيا حول الموازنة، والأخطر ان مؤسسات الدولة تحولت الى مقاطعات وإقطاعيات كأنها محسوبة على هذه الطائفة او تلك”. وقال: “يجب ان تكون المؤسسات في خدمة كل اللبنانيين والموازنة التي تناقش ستدفع كلفتها من جيب المكلف اللبناني اي من جيب كل اللبنانيين”.
أضاف: “من اطلق العناوين الكبرى التي كانت تستهدف الناس والفقراء في كل القطاعات، هل اتت من الخارج؟ المسؤولون انفسهم تحدثوا مرة عن الفساد ثم ابدوا انزعاجهم لأن حديثا جرى عن الفساد. وخرج آخر يتحدث عن الإفلاس او الإنهيار”.
وتابع: “انتم الذين تفتعلون الأزمات وغطيتم الإعتداءات على الأملاك العامة البحرية النهرية. انتم استبحتم مؤسسات الدولة ووظفتم خلافا لقانون سلسلة الرتب والرواتب بالآلاف من اجل مصالح سياسية انتخابية”.
وختم: “إن الموازنة لا تعالج لا بالتهديد ولا بالوعيد ولا بالفرض من اي شخص كان او موقع كان بالدولة. ثمة مؤسسات موجودة اسمها مجلس الوزراء ولاحقا المجلس النيابي فليتحمل كل منا المسؤوليات هناك، فكل العنتريات والتهديدات لحسابات صغيرة داخلية في بيئة معينة او رئاسية بعد حين وقد فتحت المعركة مبكرا، كل ذلك لا قيمة له. اي نقاش من هذا النوع يستمر على هذا المستوى هو اساءة للبنانيين ولمصالحهم ولعقولهم ولمستقبلهم ايضا”.