فعاليات اليوم السابع لـ”معرض بيروت العربي الدولي للكتاب.. مزيد من الندوات وحفلات التواقيع ووزير الداخلية يؤكد الدعم المطلق للثقافة

“المدارنت”
تستمر فعاليات “معرض بيروت العربي الدولي للكتاب” في دورته الـ66، وسط زحمة ملفتة وتنوع في الزوار، إلى جانب التنوع في البرنامج الثقافي المتميز الذي يرافق المعرض، حيث توزعت العناوين بين “لبنان وخياراته المالية” و”تفسير الأحلام” و”تحولات الذات والمؤرخ” و”الشيخ عبد الله العلايلي” و”فؤاد سليمان”، إضافة إلى عناوين أخرى وحفلات تواقيع الكتب التي وصلت إلى أكثر من 200 توقيع، وزيارات طلاب جامعات ومعاهد ومدارس، الذين وصل عددهم اليوم إلى حوالي 1500 طالب من 22 مدرسة ومعهد وجامعة من مناطق مختلفة.
كذلك، تواصلت زيارات المسؤولين والشخصيات الرسمية وغير الرسمية إلى المعرض، حيث كان من بينهم وزير الداخلية أحمد الحجار الذي أكد في تصريح خاص للمكتب الإعلامي للمعرض، أن “الدولة داعمة للثقافة بشكل مطلق”، مشيرًا إلى “أهمية استمرار الفعاليات الثقافية ودور الجائزة الحكومية في هذا المجال. كما أشاد بالمشاركة الفاعلة لعدد من الوزراء، وفي مقدمتهم معالي وزير الثقافة، في افتتاح المعرض”.

وقال: “أنا معتاد دائمًا على زيارة معرض الكتاب، وبالرغم من كل التطور التكنولوجي، ما يزال للكتاب الورقي نكهته الخاصة”، مضبفا “اليوم، حضرت لأشارك أخي العميد مجدي الحجار توقيع ديوانه الشعري، ونحن نقوم بجولة لنرى كم أن مُحبّي الكتاب الورقي والحمد لله، لا يزالون أوفياء وموجودين”.
وتوجه بالشكر إلى “القائمين على المعرض”، قائلاً: “الله يوفقكم ويعطيكم العافية”.
لبنان وخياراته المالية
نظم “معهد باسل فليحان المالي”، ندوة اقتصادية حوارية، ضمن فعاليات معرض الكتاب، تحت عنوان: “أبعد من الدين: لبنان وخياراته المالية”، تمحورت حول أزمة الدين العام في لبنان، في حضور شخصيات سياسية وأكاديمية بارزة، من بينها رئيسة النادي الثقافي العربي سلوى السنيورة بعاصيري، ود. ناصر ياسين (وزير سابق)، ود. خليل جبارة، وزياد عبد الصمد، وباسمة انطونيوس ولمياء بساط.
افتتحت الجلسة بكلمة ألقتها بساط، التي تطرّقت إلى الصعوبات المالية الراهنة، معتبرة أن “معرض الكتاب يُعد منبرًا أساسيًا لتوصيل رسائل اقتصادية جريئة”، مضيفة “هذه المساحة للنقاش وطرح الأسئلة المحرجة. هدفنا اليوم هو تحفيز الناس على الفهم والقراءة”.
أدار الندوة عبد الصمد، الذي رحّب بالحضور، وشكر المعهد المالي على إسهامه في طرح القضايا المالية المهمة”، معتبرًا أن “هذا اللقاء هو امتداد لحوار سابق بدأ منذ فترة، يتمحور حول معالجة أزمة الدين العام. وأكد أن أهمية هذا النقاش تكمن في تسليط الضوء على الحقوق الاقتصادية والاجتماعية، وتفاقم مستويات العجز، وشروط الجهات المانحة، مع تسجيل لبنان واحدة من أعلى نسب العجز في العالم”، مشيرًا إلى أن “60% من اللبنانيين باتوا تحت خط الفقر، في ظل تراجع كبير في الإنفاق الاجتماعي، وأن التقشف ليس قدرًا حتميًا”، داعيًا إلى “البحث في حلول بديلة كالإصلاح الضريبي للإسهام في خفض الدين العام”.
من جهته، تحدث جبارة عن التحديات البنيوية التي يواجهها الاقتصاد اللبناني، مشيرًا إلى أن “اتفاق واشنطن” الذي كثر الحديث عنه لا ينطبق على الواقع اللبناني. وأكد أن لبنان مبني على التقشف، مشيرا إلى أن إرتفاع الدين العام جاء نتيجة عملية إعادة الإعمار التي حصلت في عهد الرئيس الراحل رفيق الحريري، بينما جرى الإنفاق غير المجدي فيما بعد نتيجة الإعتبارات السياسية والحزبية.
في مداخلتها، لفتت أنطونيوس إلى أن “لبنان، كان يملك خبرات متعددة في مجال الدين العام، لكنها تراجعت بفعل الأزمات، ما أدى إلى انخفاض عدد الموظفين من 23 إلى 8 فقط. أضافت أن القروض لم تعد ترفًا، بل باتت ضرورة اجتماعية بالنسبة لكثيرين من المواطنين الذين يحتاجونها لتسديد التزاماتهم الأساسية”.
أما ياسين، فأشار إلى أن “لبنان شهد نوعًا من الاستقرار الاجتماعي في السنوات الماضية، لكنه طرح تساؤلات حول من يملك القدرة فعليًا على إصدار قرارات متعلقة بالتقديمات الاجتماعية، والأهم:من يمكنه وضع سلّم جديد للأولويات الحكومية؟ كما لفت إلى غموض وضع الأموال الجديدة، متسائلًا عن مدى شفافيتها وسبل إدارتها؟”.
الندوة خلصت إلى ضرورة إعادة التفكير بالنموذج الاقتصادي اللبناني، والدفع نحو خيارات إصلاحية جذرية تحفظ الحقوق الاجتماعية وتوفّر العدالة الضريبية، بدل الاستمرار في سياسة التقشف التي أثقلت كاهل المواطن اللبناني.
تفسير الاحلام: تقاطعات بين عالم المنام والسياسة في التراث الإسلامي
نظم النادي الثقافي العربي، ندوة فكرية تناولت موضوع تفسير الأحلام في التراث العربي والإسلامي، في حضور شخصيات أكاديمية وثقافية بارزة، منهم السيد فؤاد السنيورة (رئيس حكومة أسبق) ورئيسة النادي السيدة بعاصيري، بالإضافة إلى أساتذة وباحثين مختصين في التراث الإسلامي والأدب.
افتتحت الندوة د. لينا الجمال، التي قدمت محاضرة متميزة استعرضت فيها دور الأحلام في التراث الإسلامي، مركزة على العلاقة المعقدة بين عالم المنام والسلطة السياسية، وكيفية توظيف هذه الرؤى لتبرير القرارات السياسية وتعزيز شرعية الحكام. وقد شاركت د. الجمال في تحقيق كتاب “البشارة والنذارة في تعبير الرؤيا”، لأبي سعد الخركوشي، الذي ظل قرونًا منسوبًا خطأً لابن سيرين.
الندوة كانت من تنظيم النادي وكرسي الشيخ زايد للدراسات العربية والإسلامية، عرض خلالها الباحث د. بلال الأرفه لي موضوعًا لافتًا حول تفسير الأحلام، انطلق فيه من كتابه ود. لينا الجمّال “إني رأيت في المنام” الذي يضم مختارات من نوادر الرؤى، جامعًا بين الدقة العلمية والروح الأدبية.
وتحدث الأرفه لي عن مشروعه الأكاديمي الأكبر المسمى “إيقاظ المخطوطات من سباتها”، الذي يكرس فيه جهده مع د. الجمّال، لتحقيق كتاب تعبير الرؤى التي ظلت لفترات طويلة مخفية في الأرفف والمكتبات، مشيرًا إلى استمرار شعبية كتاب تفسير الأحلام لابن سيرين في معارض الكتب رغم التطورات التكنولوجية الحديثة، معبّرًا عن ضرورة العودة إلى المصادر الأصلية لتحقيقها وتحريرها.
وردًا على سؤال حول الحضور الجماهيري والاهتمام الشعبي بكتب تفسير الأحلام، قال الأرفه لي: “عندما أقدّم لقاءً تلفزيونيًا في الإمارات، كثيرًا ما يُطلب مني نسخة من كتاب تفسير الأحلام، مما يدل على تعطش شعبي مستمر لهذا النوع من المعرفة. وهذا ما دفعني إلى العودة للمصادر الأصلية والعمل على تحقيقها وتحريرها، لأن الكثير مما يُتداول اليوم لا يستند إلى أصول علمية دقيقة”.
أما الجمال، فأكدت أن التراث الإسلامي القديم تناول عوامل مثل زمان الرؤيا وأحوال الرائي واختصاص المعبر في تفسير الأحلام، لكنه أغفل دور “مكان المنام” الذي اعتبره غير مؤثر. إلا أن دراسة كتب الأدب العربي كشفت أن المكان يلعب دورًا في تشكيل مضمون الرؤيا. واستشهدت الجمّال بكتاب “الفرج بعد الشدة” للتنوخي، موضحة كيف تجلّى السجن كمكان في الرؤى ليس كبعد مادي فقط، بل برمزيته، حيث تحدثت الدكتورة الجمّال ضيفة الجلسة الاولى فاستحضرت منامات السجناء قصة النبي يوسف عليه السلام، الذي برز كعالم في تفسير الرؤى وخرج من سجنه بفضل رؤياه.
وتطرقت الجمّال إلى تحليل الرموز المعمارية في الأحلام، مبينًة أن المباني في المنام تعكس البنية الاجتماعية والثقافية، بما في ذلك الفوارق الطبقية والتمييز الجندري والدلالات النفسية، مشبهةً الرؤيا بالرحلة التي تنقل الحالم من فضاء إلى آخر دون ارتحال مادي.
وتوسعت الباحثة لينا الجمال في تحليل هذه الرموز المعمارية، مؤكدة الابتعاد عن فرض نظريات علم النفس الغربية مثل فرويد ويونغ على الثقافة العربية الإسلامية، وضرورة العودة إلى نظريات أصيلة داخل التراث العربي، كنظرية “عين القلب وعين الرأس” عند الغزالي وتجارب ابن الهيثم في الإدراك البصري، لفهم بنية الرؤيا في سياقها الثقافي والمعرفي.
وأشارت إلى تباين دلالات الرموز في كتب تفسير الأحلام تبعًا لاختلاف المذاهب والاتجاهات الفكرية لصناع هذه الكتب، مستشهدة برمز “الخبز” الذي كان يعبر عن الفقر والمرض في التعبير اليوناني القديم، بينما تطور في التراث الأدبي العربي إلى رمز للعيش الكريم والمعرفة الروحية. واعتبرت أن هذا الاختلاف يعكس تأثر كتب تفسير الأحلام بفكر وأيديولوجيات مؤلفيها، ما يجعل علم تفسير الأحلام يشبه “زهرة دوار الشمس” التي تتجه نحو فكر المؤلف.
وأوضحت أن الأحلام في التراث الإسلامي لم تكن مجرد ظاهرة فردية أو روحية، بل كانت أداة سياسية محكمة الاستخدام من قبل الحكام والسلطات، إذ اعتمد الخلفاء والأمراء على مناماتهم لتشريع حكمهم وتثبيت سلطتهم أمام الرعية،معتبرين الرؤى دليلاً روحياً يُبرر القرارات المصيرية،بما في ذلك الفتوحات التاريخية مثل فتح الأندلس والقسطنطينية.
كما تحدثت عن استغلال الرؤى الملكية في قراءة وتفسير دقيقين لتأكيد مشروعية الحكم والتأثير في الوعي الاجتماعي والسياسي، مشيرة إلى أن الأحلام كانت “وسيلة اتصال مع المطلق” كما وصفها الرسول صلى الله عليه وسلم، تجمع بين البعد الروحي والسياسي معًا.
واعتبرت د. الجمال أن تحرير هذه الكتب وإعادة قراءتها بعين الباحث المعاصر هو استعادة لتراث مهمل، وفتح لنقاشات معرفية جديدة تتجاوز النظرة السطحية للأحلام، باتجاه فهم أعمق لتجليات الروح والثقافة في المنام.
وختمت د. الجمال مداخلتها بالتأكيد على أهمية مصارحة الجيل الناشئ مع الموروث الثقافي العميق، معربة عن أملها في إعادة صناعة الوعي بتاريخهم وتراثهم، واستثمار شغف الشباب بالتواصل مع التراث العربي لإحياء الحضارة.
الجلسة الثانية: تحوّلات الذّات والمؤرّخ
في الجلسة الثانية التي جاءت تحت عنوان: “تحوّلات الذّات والمؤرّخ”، تحدّثت د. ناديا ماريا الشيخ، عن تجربتها الأكاديمية ومسيرتها البحثية، مسلّطة الضوء على تحوّلات الذات والعلاقة الشخصية مع التاريخ.
استهلّت الشيخ، حديثها بالعودة إلى الطفولة، حيث نشأت في منزل يقدّر القراءة، لا سيّما كتب التاريخ، ما ساعدها على التميّز في هذا المجال لاحقًا. وقد أتقنت فنون البحث العلمي خلال دراستها الجامعية، وتعلّمت إعادة مساءلة السرديات التاريخية بإشراف أساتذتها. وذكرت كيف انتقلت لاحقًا إلى جامعة هارفرد، حيث بدأ اهتمامها بالتاريخ البيزنطي.
وأشارت إلى أن بداياتها في الكتابة التاريخية تعود إلى حقبة الثمانينات، وهي فترة اتسمت بتوتر في العلاقات بين الشرق والغرب، مما انعكس على مقارباتها البحثية. كما تناولت تأثير عودتها إلى لبنان بعد الحرب، في ظل أزمة مالية خانقة، على رؤيتها الأكاديمية. وأكدت أنها كانت أول امرأة تنضم إلى الهيئة الإدارية والتعليمية في كلية التاريخ في الجامعة الأميركية.
وقالت:”المكان يؤثّر على نوع التاريخ الذي يرغب الكاتب في تدوينه”، مشيرة إلى أن تجربتها الشخصية انعكست بوضوح في كتاباتها.
وتحدثت عن أعمالها ومؤلفاتها: الكتاب الأول: “بيزنطة كما يراها العرب”، تحدّثت عن مشروع هذا الكتاب الذي وُلد من اهتمامها بالرؤية العربية للإمبراطورية البيزنطية. وانطلقت من تفاسير القرآن الكريم، وذكرت أن الكتاب حاز اهتمامًا دوليًا بفضل دعم “مركز أبوظبي للغة العربية”، وقد تُرجم إلى التركية واليونانية.
أما الكتاب الثاني، فكان بعنوان: “بلاط الخليفة المقتدر”، انطلق هذا العمل من اهتمامها بثقافة البلاط العباسي، حيث سعت إلى تعريف مصطلح “البلاط” وتحليل اللغة والمفردات المرتبطة بالحاشية والمجال المحيط بالخليفة. درست شخصية الحاجب و”الكهومانة”، وأبرزت تنظيم الفضاء حول الخليفة، مركّزة على شخصية الخليفة المقتدر الذي تولّى الحكم بعمر 13 سنة. ولفتت إلى وفرة المصادر حول هذه المرحلة، ما مكّنها من جمع معلومات ثمينة.
والكتاب الثالث: كان بعنوان: “النساء والإسلام في العصر العباسي”، وتناول هذا العمل صور النساء في السرديات العباسية، وسعت فيه إلى فهم كيفية التعبير عن النساء في القصص التاريخية. وركّزت على مسألة “رسم الحدود مع الآخر”، مشيرة إلى أن المؤرخين يرون التاريخ كتسلسل من التحوّلات التدريجية، لا كوقائع ثابتة.
في ختام الجلسة، تمّت الإشارة إلى أن د. الشيخ، هي أول امرأة تولّت عمادة كليّة الآداب والعلوم في الجامعة الأميركية في بيروت، وقد كان لها دور كبير في دعم كرسي الشيخ زايد للدراسات العربية والإسلامية.

عبد الله العلايلي.. رمز اللغة العربية والفكر القومي
نظّم “إتحاد الكتاب اللبنانيين”، ندوة تكريمية فكرية بعنوا:ن “العلامة الراحل الشيخ عبد الله العلايلي”، لتسليط الضوء على مسيرة الشيخ العلايلي، أحد أبرز رموز اللغة العربية والفكر القومي في القرن العشرين، في حضور نخبة من الأساتذة والباحثين والمفكرين، د. محمد توفيق أبو علي، د. ميل منذر، د. أحمد نزال، د.فايز ترحيني، مراد السوداني، حيث تمّت مقاربة شخصيّته من جوانب لغوية، فكرية، قومية واجتماعية.
افتُتحت الندوة بكلمة ترحيبية بالمشاركين، قدمتها درية فرحات، التي أشارت إلى أن هذا اللقاء ليس مجرّد تكريم، بل هو وقفة وفاء تجاه علمٍ من أعلام النهضة الفكرية واللغوية. وأشارت إلى أن الشيخ العلايلي لم يكن فقط مدافعًا عن اللغة العربية، بل صاحب مشروع فكري متكامل يجمع بين الأصالة والتجديد.
وقدّم د. أبو علي، مداخلة تناول فيها شخصية العلايلي بوصفه مجددًا لغويًا وفقيهًا عقلانيًا. أشار إلى أن العلايلي “صنع من حروف اللغة جسورًا للمعرفة”، وأنه لم يكن مجرّد أستاذ، بل مثّل نموذجًا للعالِم الملتزم الذي يرى في اللغة وطنًا للمعنى والانتماء.
ثم ألقى ترحيني مداخلة لامست العمق الفلسفي في فكر العلايلي، معتبرًا أنه حمل إرث الضاد في قلبه وسار به نحو التجديد، دون أن يتخلّى عن الجذور.
وفي قراءة تحليلية لفكره، أوضح منذر أنّ العلايلي لم يكن لغويًا تقليديًا، بل مفكّرًا أعاد ترتيب العلاقة بين الكلمة والفكر، مؤكدًا أن الشيخ كان يرى في اللغة مفتاحًا لفهم الذات والوجود العربي، واعتبر أن مشروعه اللغوي كان مشروعًا نهضويًا تحرريًا بالدرجة الأولى.
كما شارك في الندوة، الأمين العام لاتحاد الكتّاب اللبنانيين أحمد نزال، مشيدًا بدور العلايلي في تكريس اللغة كأداة مقاومة ثقافية وفكرية، مبرزًا أثره في الأجيال الجديدة.
واستعرض مقولة العلايلي التي تقول:”اللغة غاية لا وسيلة”،التي تلخّص رؤيته للّغة بوصفها عنصرًا وجوديًا، أنا أفكر بفكر عربي، فإذًا أنا موجود عربي، فإذا لم تكن لنا لغة قومية صحيحة، فلن يكون لنا فكر قومي صحيح”.
وعلى الرغم من إعجابه الشديد بـابن جني، خالفه في تعريف اللغة على أنها مجرد أصوات، معتبرًا إياها نظامًا حيًّا متفاعلًا يتطوّر ضمن أنساق وسياقات.
تأتي هذه الندوة في وقت يعاني فيه الفكر العربي من أزمات متعدّدة، لتعيد تسليط الضوء على أحد القامات النادرة التي جمعت بين التراث والتجديد، وبين الفكر والتحرير، وبين الكلمة والموقف.
فؤاد سليمان
نظم دار سائر المشرق ندوة أدبية بعنوان “مختارات من نتاجات الأديب الراحل فؤاد سليمان”، وذلك احتفاءً بإرثه الثقافي والأدبي الغني.شارك في الندوة الشاعر هنري زغيب، والمحامي والكاتب شوقي ساسين، إلى جانب شهادات حية من محبّي الأديب الراحل مع الفنان جهاد الأطرش ، حيث إستعرض المشاركون جوانب متعددة من مسيرته وأثره في الأدب اللبناني والعربي.
بدأت الندوة مع الفنان جهاد الأطرش، الذي استهل اللقاء بقراءة مختارات من نصوص الأديب الراحل فؤاد سليمان قائلاً: “كأنني رأيت الذئب جريحًا، متحفزًا للقفز، وفي داخله زئير يشتعل أفقًا من الغضب”. كيف يكون صوت النار التي يسوق بها أبو شبكوه؟ أهو ذاك الطرق المدوّي، “اطرق، اطرق يا نمر!”، الذي تستخدمه أنت حين تنتقده؟
ووصف الأطرش فؤاد سليمان، بأنه”الكتلة البشرية العاصفة”، التي تخبئ تحت جناحيها ابتسامة البرق وقهقهة الرعد.هو أديب جمع بين الشكل والمزاج والعاطفة، مناضل في جذر الكلمة وجذوتها. كلماته تخرج من تحت قلمه كأنها شرارة، تجمع بين النور والنار.
ثم كانت الكلمة للشاعر هنري زغيب، الذي أضاء على الشاعر الراحل فؤاد سليمان بصورة تموزية فريدة، وقال: “لم تبلغه صباحات الأربعين، فقد صرعه خنزير بري قبل أن يبلغها، ونزلت من دمه نقطة على الأرض، فنهض تموز من سنبلة لامعة، مشحونة بالخبر.في قطرة دمه، وُلدت الكلمات: غضبٌ وحنان، أوجاع الحب وجمر العشق.أدهشه كيف استطاع فؤاد سليمان أن يجمع في كلمة واحدة بين صفعة السوط العابر ولمسة الرقة المفرطة، وكيف وحّد في ذاته تموز، إله الغضب وإله الجمال معًا.
وأكد زغيب أن فؤاد سليمان دعا، بشعره وقلمه، إلى الحياة الجديرة بأن تُعاش، تلك التي لا مكان فيها إلا لمن يحمل في داخله نطفة النور الأولى.
اختتم الندوة المحامي والأديب شوقي ساسين، رئيس اللجنة الوطنية لليونسكو، بكلمة حملت في طيّاتها شجن اللقاء وحرارة الانتماء، وقال: “تمّوز، يا جار الرضا… ها أنا أعود إليك بعد أربعة وسبعين موسمًا من الغياب، متدلّيًا بقناديلك الحمراء، أحمل معي أكتافًا مثقلة بكلمات لاذعة، وسنابل حارقة من نثري الحائر… يا أنّة (إلى أين؟)، جئت هذا المساء لأقول لك: صباح الخير، يا درب القمر!”
واستعاد ساسين كلمات مارون عبود، واصفًا فؤاد سليمان بـ”الوحدة الشعرية التي لا تتجزأ”، وقال: “هو شاعر، وديوانه “درب القمر” ليس مجرد نثر، بل ديوان شعر حقيقي، له سماته ومقوماته الخاصة. إنه مخلوق هجين اسمه “قصيدة النخل”، شاعر لا يرى في النثر إلا شعريّة ناقصة لا تستحق الاسم.”
واستطرد ساسين بلهجة حنونة: “نعم، أدركته المنية قبل أن يكتب قصته مع الموت، لكن رحيله كتب قصة أخرى عن ديمومة الحياة، لأن فؤاد، في كل نبرة كتبها، أودع جزءًا من قلبه… فنبض في الأجيال التي تلته”.
نشاط الأطفال
في إطار النشاطات المخصصة للأطفال ، قدّمت جمعية T.E.A.C.H. لقاءً تربويًا مميزًا بعنوان “وينو خيفان؟”، أحيته الحكواتية والمعالجة اللغوية فاطمة كمال. شارك في النشاط 174 طفلًا تتراوح أعمارهم بين 7 و12 سنة، من ضمنهم عدد من الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة.
انطلقت الجلسة بسؤال بسيط وجريء من المنسقة هبة محمد: “بتخافوا؟ وشو أكتر شي بخوفكن؟”، فكان التفاعل فوريًّا وحيويًا، مما مهّد الأرضية لسرد القصة بطريقة قريبة من قلوب الأطفال.
روت فاطمة حكاية الطفل “خيفان”، الذي يعيش يومياته وهو يهاب كل شيء: من الأصوات المرتفعة والمنخفضة، إلى المدرسة، الامتحانات، وحتى صوت الرعد. وتخللت القصة مؤثرات صوتية حقيقية – كصوت القطة، صوت جرس المدرسة، والرعد – مما زاد من تفاعل الأطفال واندماجهم في القصة.
تم استخدام هذه المؤثرات كوسيلة لطرح أسئلة محفّزة مثل: “شو منشوف بالحديقة؟” أو “شو هيدا الصوت؟”، الأمر الذي سمح للأطفال بالتفاعل بحرية والتعبير عن مشاعرهم وتجاربهم مع الخوف.
النشاط لم يكتفِ بالسرد، بل ركّز على بناء مهارات التعامل مع القلق، من خلال مشاركات الأطفال أنفسهم الذين قدّموا حلولًا بسيطة لكنها فعالة، مثل: “بخبر ماما”، “باخد نفس عميق”، أو “بحكي مع حدا بشعر معه بالأمان”.
وفي الختام، خُصّصت فقرة ممتعة من الأسئلة حول القصة، حيث حصل الأطفال على جوائز وحلويات رمزية تقديرًا لمشاركتهم وتفاعلهم.
جاء هذا النشاط ليُرسّخ فكرة أن الخوف شعور طبيعي، لكن يمكننا دومًا أن نتعلّم كيف نواجهه ونتعامل معه بلُطف ووعي، ضمن بيئة تربوية مشجعة وآمنة.
تواقيع الكتب
شهد اليوم السابع حفلات تواقيع لعدد من الكتب، حيث وقع الرئيس الفخري لجمعية “التكاؤن” الأبيواكيم مبارك كتابه: “اولادكم ليسوا لكم، أولادكم أبناء الحياة وبناتها” في دارالتكاؤن، ووقع الكاتب بديع الحاج كتابه “توفيق باشا رحلته الى العالمية ” في جناح دار نلسن ، ووقع النائب السابق والسفير الدكتور فريد الخازن كتابه ” تفكك اوصال الدولة /الطبعة الرابعة مع مقدمة جديدة ” في جناح دار النهار ، ووقع القيادي الفلسطيني والكاتب صلاح صلاح كتابه ” فلسطين في الفكر السياسي لحركة القوميين العرب ” في جناح دار الفارابي ، ووقعت الكاتبة تمارا علام كتابها ” غين ” في جناح دار قمرة، ووقع الصحافي والكاتب نقولا ناصيف كتابه “جمهورية الضمير – ريمون اده” في جناح دار النهار، ووقع الكاتب رينيه زوين نصار كتابه “وحدة الضجيج ” في جناح دار ناريمان للنشر ، ووقع د.شربل نحاس كتابه: “لبنان ازمات وهجرات مجالات وسكان ودولة” في جناح رياض الريس للكتب والنشر، ووقعت الكاتبة سهى نعيمة كتابها: “the pitted fac memories of a vagrant soul ” في جناح دار نلسن ، ووقعت الكاتبة سهى نعيمة كتابها ” the buzzing of the fly over the window pane ” في جناح دار نلسن ، ووقع العميد الشاعر مجدي الحجار كتابه ” شجر يعدو جريحاً مجموعة شعرية ” في جناح دار النهضة العربية، ووقع الكاتب اسامة المهتار كتابه ” بدد ” في جناح مؤسسة سعادة للثقافة ، ووقع د. عادل بشارة كتابه ” كمال جنبلاط وقضية سعادة” في جناح مؤسسة سعادة للثقافة ، ووقعت الكاتبتان هلا ضاهر و الاء شمس الدين كتاب: “يد الله تحيطني” في جناح دار الولاء، ووقع الكاتب عبد الرحمن نصار كتابه “ما زلت ابحث عنك” في جناح دار الولاء، ووقعت الكاتبة باسمة مرعي كتابها “تذكروني فانا احبكم” في جناح دار روافد، ووقع حكمت بشنق كتابه: “توفيق بن شنق مسيرة عطاء ورسالة اصالة ووفاء” في جناح منتدى شاعر الكورة، ووقعت د. ربى نصر كتابها: “اقدار مؤجلة” في جناح منتدى شاعر الكورة،، ووقعت عبير عريبد كتابها: “ثلاثية عشق” في جناح منتدى شاعر الكورة، ووقع مازن عابد كتابه: “رسمتك حلماً” في جناح منتدى شاعر الكورة، ووقع نجل الراحلة نازك ابو علوان عابد، مازن عابد كتابها: “صلوات في هيكل الروح ” في جناح منتدى شاعر الكورة الخضراء عبدالله شحادة الثقافي ، ووقع الكاتب فؤاد سليمان كتابه “مختارات من فؤاد سليمان ” في جناح دار سائر المشرق ، ووقع الشاعر طارق آل ناصر الدين كتابه ” قصائد ضاحكة 2 ” في جناح دار زمكان، ووقع الكاتب سايد طريبة كتابه “العناب بقايا دفاتر بقيت من النار” في جناح دار ابعاد، ووقعت الكاتبتان فاطمة زعرور و سلام مقداد كتابهما “حكايا الله “في جناح دار الولاء ووقع الكاتب نجيب عيسى كتابه “إقتصاد لبنان السياسي وإعاقة التنمية” في جناح مركز دراسات الوحدة العربية، ووقع الكاتب الشيخ احمد الصوفي كتابه “حكم التدرج في تطبيق الشريعة” في جناح دار الامة للنشر، ووقع الكاتب إلياس عشي كتابه “قرأت لهم، كتبت عنهم وأحببتهم”، في جناح إتحاد الكتاب اللبنانيين، ووقع الكاتب وليد كميل الخوري كتابه”كلام على شفير الميتافيزيقيا” في جناح دار التنوير، ووقعت الكاتبة وفاء مصرية كتابها “بدر أزرق” في جناح دار الفقيه، ووقع الكاتب فريد الغول كتابه” على أهداب الصقيع” في جناح إتحاد الكتاب، ووقعت الكاتبة نجوى أبو شهلا كتابها “أغاريد النجوى” في جناح دار زمكان.