كارلي من بكفيا: أولويات اميركا مواجهة روسيا والصين لتأمين أوروبا واليابان
رأت نائبة مساعد وزير الدفاع الأميركية لشؤون الخطط والقدرات الإستراتيجية السابقة مارا كارلي أن “الشرق الاوسط ومحاربة الإرهاب، لم يعودا يتمتعان بالأولوية بالنسبة الى الولايات المتحدة الجديدة، بل الأولوية الآن هي لمواجهة الصين وروسيا لتأمين اوروبا وآسيا”.
وقالت كارلي في حلقة حوار بعنوان “لبنان والولايات المتحدة الأميركية مسار معقد، ماضيا وحاضرا ومستقبلا”، عقدت في بكفيا، بدعوة من بيت “المستقبل”، شارك فيها الرئيس أمين الجميل، نائب رئيس حزب الكتائب سليم الصايغ، الوزير السابق روجيه ديب، المدير التنفيذي لمؤسسة بيت “المستقبل” سام منسى، وعدد من العسكريين والخبراء والإعلاميين، وادار الحلقة الباحث جان بيار قطريب: “يتوجب على الادارة الاميركية أن تعيد ترتيب اولوياتها من اجل وجود اوروبا وآسيا في منطقة آمنة تحت المظلة الأميركية”، لافتة الى “شعور متنام بأن النظام العالمي الذي ابصر النور بعد الحرب العالمية الثانية بدأ يتزعزع”.
وتابعت: “لا نشعر بالمفاجأة بسب توتر العلاقة بين اميركا وايران، فبعد انسحاب الولايات المتحدة من الإتفاق النووي وبعد فرضها عقوبات على ايران كان من الطبيعي ان تقوم طهران بردات فعل، ولكن اذا كانت ايران مسؤولة عن الهجمات التي حصلت في الخليج العربي فمن هي الجهة التي نفذتها؟ الجيش، الحرس ام الميليشيات الموالية لها؟ هذه الامور مهمة لاميركا لأنها قد تساهم في تحديد ردة فعلها”.
وسألتك “هل ستنجر الولايات المتحدة المهتمة بروسيا والصين الى ازمة مع ايران وكيف سيكون شكلها؟ وقالت: “لقد شاركت اميركا في حرب افغانستان عام 2001 ولا نزال حتى الان غير قادرين على وضع حد لتداعياتها، فما بالكم بتداعيات حرب مستقبلية بين ايران واميركا”، معتبرة أن “أي ازمة بين الطرفين ستعتبر معركة وجودية بالنسبة لإيران ولا ندري ماذا ستكون تداعياتهاعلى لبنان ودول المنطقة”.
وتابعت: “شهدنا العام الماضي حديثا عن حرب محتملة بيننا وبين كوريا الشمالية ومن ثم زال الخطر وانتقلنا الى المفاوضات ربما يجري الشيء نفسه اليوم مع ايران، الرئيس دونالد ترامب مستعد لذلك ولكن لا يوجد اي جهة تدعم هكذا توجه لا في الداخل الاميركي ولا بين حلفاء واشنطن في الخليج”، مشيرة الى أنه “البنسبة لواشنطن كل المسائل مرتبطة بلبنان، الدينامية السنية الشيعية، الديموقراطية، مسار السلام، الأرهاب والأمن. واعتبرت ان العلاقة الأمنية بين الدولتين تعكس ديناميات هذه المشاكل المرتبطة ببعضها البعض، وهذه العلاقة كانت وما تزال متقاربة وغامضة في الوقت عينه.
وذكرت أنه “بعد العام 2005 انفقت الولايات المتحدة الملايين لدعم المؤسسات ومن بينها الجيش اللبناني الذي لم يكن مسلحا بالشكل الكافي ولم يكن منتشرا على كل الأراضي اللبنانية ولكن سمح القرار 1701 بانتشاره على كل الأراضي اللبنانية وشكلت معركة نهر البارد لحظة اساسية وفرصة للولايات المتحدة لتقديم مساعدات اضافية ولكن لم يعترف احد بهذه المساعدة بل تم الاستهزاء بها في حين أن الدعم والمساعدات للجيش بلغت نحو ملياري دولار وهناك نقاش يجري في الداخل الإميركي حاليا حول فكرة وضع حد لهذه المساعدات من زاوية المخاوف من أن تصل أسلحة الجيش اللبناني إلى “حزب الله”.
وأكدت أن “واشنطن تنظر إلى “حزب الله” من زاوية اهتمامها بإيران وسوريا ولا تراه من عدسة السياسة الداخلية اللبنانية، ولذلك من الممكن أن يكون مشاركا في الحكومة وعلى لائحة الإرهاب الأميركية”، مضيفة “بالنسبة للاجئين وتأثيرهم على الدول المضيفة، نرى انه من الصعب عودتهم بشكل طوعي وآمن في ظل الظروف الراهنة، وهم سيبقون في لبنان وفي الدول المضيفة في السنوات المقبلة وسيشكل ذلك بطبيعة الحال ثقلا اقتصاديا واجتماعيا وامنيا كبيرا على لبنان”.