مقالات

كيف إستدرج رئيس الموساد “حزب الله” لشراء “بيجر” غبيّ كبير الحجم!

رئيس “الموساد” الإرهابي الصهيوني دايفيد برنياع

“المدارنت”..
الكل يسأل كيف ستعمل “إسرائيل” ضد “ميليشيا الحوثيين” في اليمن. ينشر برنامج التحقيقات الصحافية “60 دقيقة” لشبكة “سي. بي. اس” الأمريكية، وستبث “إسرائيل” في شبكة “سلكوم تي.في”، قصة عملاء الموساد الذين اعتزلوا مؤخراً، وكانوا جزءاً من حملة أجهزة البيجر، وأجهزة الاتصال ضد حزب الله.
فهم يجرون لقاءات صحافية لأول مرة، وسيكتشفون تفاصيل جديدة عن الحملة السرية التي امتدت طوال عشر سنوات. أحد العملاء روى بأنهم عندما أنهوا الإعداد للحملة، انتقلوا لإعداد الحملة التالية.
القرار بتحرير المعلومات ونشرها لملايين المشاهدين في الولايات المتحدة والعالم جاء لنقل رسالة خاصة لقادة النظام في طهران وللحوثيين ولكل أعضاء المحور الشيعي الذين لا يزالون يعملون بالإرهاب: إسرائيل ستصل إلى كل واحد منهم بشكل إبداعي، من المكان الذي لا يتوقعونه، وستقطع أيديهم في أفضل الأحوال، وحياتهـم في أسوئهـا.
هجمة أجهزة البيجر هي إحدى الحملات الأكثر ذكاء لعالم الاستخبارات. كل العالم ذهل من قدرة وذكاء حملة الموساد الإبداعية. يدور الحديث عن حملة استراتيجية، فبضغطة زر واحد نجح في تعطيل بين خُمس ورُبع قوة حزب الله العسكرية. كانت الهجمة مركبة من سلسلة تفجيرات منسقة لآلاف الاستدعاءات ومئات أجهزة الاتصال لنشطاء حزب الله في لبنان وسوريا.
وقعت الهجمات على أجهزة البيجر وأجهزة الاتصال في 17 – 18 أيلول من هذا العام، وكانت خطوة البدء للمناورة البرية. الموساد هو من نفذ العملية. في هذا الهجمة، قتل ما لا يقل عن 59 شخصاً في لبنان وسوريا (منهم أربعة مدنيين) وأصيب نحو 4.500، منهم المئات بجروح خطيرة حتى ميؤوس منها. في أثناء الحملة، كان عدد جيش حزب الله أقل بقليل من 20 ألف مخرب.
بدأت الحملة قبل عقد، عندما خطط الموساد تفخيخ أجهزة اتصال حزب الله. آلاف أجهزة اتصال “ووكي توكي” فخخت بمادة متفجرة. لكن الجيش الإسرائيلي فهم بأن تفعيل العبوات لن يتم إلا في أثناء قتال قوي، حين تكون الأجهزة مثبتة في سترات قتالية على أجساد المخربين. بحث رئيس الموساد دادي برنياع، عن سبيل للوصول وإصابة أكبر كمية من المخربين، ليس في ميدان المعركة فحسب بل أيضاً وهم يتجولون بالجينز والقمصان البيتية. عندها جاءت الفكرة لإنتاج أجهزة بيجر توضع في حزام البنطال، وعند قراءة بلاغ مشفر تفعل في وقت واحد يقررونه في إسرائيل. هكذا بدأت الوحدة الفنية في الموساد تنفذ الحملة في العام 2022.
هنا يمكن الإبحار في إبداعية ما فعله رجال الموساد. فقد أقاموا شركة فرعية للشركة التايوانية التي تنتج أجهزة البيجر، ونجحوا في التغطية على من يقف من خلف شركتهم – أي رجال الموساد. إنتاج أجهزة البيجر جرى في إسرائيل. البيجر الجديد كان الجهاز الأكبر والأثقل والأبشع، الذي أنتج في عالم البيجر. أدخلت داخل الأجهزة مادة متفجرة يفترض أن تعمل حين يصل بلاغ مشفر. لقراءته، على المستخدم الضغط بأصبعين متزامنين معاً على زرين مختلفين. وعندها يفتح مضمون البلاغ لقراءته.
كان هذا هو هدف رجال الموساد، أن تكون الإصابة أشد وتخرج المستخدم عن الأداء بشكل كامل بعد الانفجار في كلتا اليدين على الأقل. معظم المصابين فقدوا بصرهم أيضاً. وبعضهم كما أسلفنا، أصيبوا بجروح خطيرة وميؤوس منها، وقتل بضع عشرات.
وكان السؤال: كيف نقنع منظمة إرهاب عملت كجيش بأن تشتري هذه الأجهزة البشعة الثقيلة والكبيرة بالذات. الجواب بسيط – رجال الموساد، الذين اختصوا بالتسويق أيضاً، عرضوا فضائل الجهاز: فهو الأكثر مصداقية ويمكنه تلقي بلاغات حتى من تحت الماء، في أثناء العرض وضع الجهاز في حوض مليء بالماء. ورووا أيضاً بأنه الجهاز الأقوى، ولا يمكن تحطيمه حتى بضربات مطرقة.
 عندما جاء رئيس الموساد ليعرض الجهاز على رئيس الوزراء قبل أن يحصل على إذنه بالحملة، شكك رئيس الوزراء نتنياهو بقوة الجهاز. وسأل نتنياهو: إذا ما ألقى بالجهاز إلى الحائط في المكتب بقوة، فهل سيبقى الجهاز كاملاً أم سيتحطم؟ فاقترح عليه رئيس الموساد دادي برنياع أن يجرب ويرى. فألقى نتنياهو بالجهاز إلى الحائط بقوة شديدة والنتيجة ثقب في الحائط في مكتب رئيس الوزراء. بالمناسبة، هو موجود حتى اليوم، والبيجر في سلام. لم يتشقق، كما يقول العارفون.
 قصة البيجر أكبر بكثير من هجمة تكتيكية. فقد خلقت فزعاً في طهران وبيروت ودمشق، وفي أماكن أخرى في الشرق الأوسط. خلق معادلة جديدة – عدو إسرائيل لا يعرف من أين ومتى وكيف سيصاب. إسرائيل نقلت رسالة لكل العالم في هجمة البيجر. واليوم تؤكد إسرائيل الرسالة. وجدير جداً جداً سماع رجال الموساد الذين يروون بأن حملة البيجر ليست الورقة الأخيرة في كمهم.

“المصدر: آفي أشكنازي/ “معاريف” العبرية
المزيد

المدارنت / almadarnet.com

موقع إعلامي إلكتروني مستقل / مدير التحرير محمد حمّود

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى