“الصالون السياسي السوري” في “عينتاب”.. خطوة إلى الأمام
خـاص “المـدارنـت”
تداعى نفر من أهل السياسة والثقافة، من كتاب وباحثين ومفكرين، لإطلاق حالة جديدة من العمل السياسي الوطني السوري، على طريق إنتاج واحة متنورة للحوار السياسي ،بين كل مساحات الطيف السياسي السوري المعارض للحكم الإجرامي الأسدي، حيث تم الإعلان أولمن أمس، عن إطلاق (الصالون السياسي السوري في عينتاب)، في مدينة تركية يتجمع فيها الكثير من النخب السياسية، والناشطين السوريين، وعلى أنقاض جلّ الحالات المعارضة، التي آلت إليها أوضاع من يتنطح للمعارضة السورية، بتنوع وتعدد المنصات والمجالات.
فهل يمكن اعتبار الحالة الجديدة التي تتكئ على الحوار ،كأرضية معرفية لإنتاج وضع سوري أفضل، وأنقى، وأكثر قدرة على مجابهة تحديات الواقع المرّ الذي يعيشه الشعب السوري، إبّان استفحال الممارسة القمعية الاجرامية الأسدية ـ الإيرانية ـ الروسية، الواقعة والنازلة فوق رؤوس البلاد والعباد.
اللقاء التأسيسي الأول، يبدو أنه يبشّر بالخير، وهو الذي ضمّ طيفًا واسعًا من المشتغلين بالسياسة الأكثر نظافة، والمعتمدة على شعبها وناسها ليس إلاّ. وقد شارك في التأسيس الكثير من الوجوه الوطنية السورية الديموقراطية، المنتمية إلى العقل الجمعي السوري الوطني، من خلال هوية وطنية جامعة. ومن أبرز المشاركين كان: زكريا ملاحفجي، ماجد علوش، علي محمد شريف، محمود الوهب، عبد الباري عثمان، محيي الدين بنانا، درويش خليفة، مروان الخطيب، أحمد قاسم، علاء الدين حسو، سمير العلو، سعد وفائي، حسن النيفي، عبد القادر علاف مصطفى مستو محمد نور حمدان وآخرين.
تحدث الجميع، منوهين بضرورة إنتاج حالة حوارية، تساهم في البحث عن إجابات علمية موضوعية للكثير من الأسئلة المهمة في مسار الثورة السورية، ثورة الحرية والكرامة. خروجًا من عنق الزجاجة.
وأشار مستو إلى “أهمية إدراك أن هناك الكثير مما يمكن أن نختلف عليه، وقد يكون أكثر من المتفق عليه، وهذا لا يضير الحراك المنجز في شيء، بل يدفع نحو مزيد من الديمقراطية، الحوارية”.
بدوره، لفت العلو إلى “مسألة الهوية الوطنية، وضرورتها، وماهيتها، في سياق وجود فراغ سياسي واضح وبيِّن”.
وأكد العلاف “أهمية التشاركية، وليس الحزبية، إذ إنه لا بد من تنحية الحزبية جانبًا.
وسأل حسو “هل نحن بحاجة إلى صالون سياسي أم لا؟ مضيفاً “إن الحاجة باتت ماسّة لمثل هذا الصالون، وهو فكري سياسي، يلتقي فيه الجميع فيزيائيًا وليس سكايبيًا، كي يكون مساهمًا في رسم الصورة، وتوضيحها أمام صانعي القرار”.
وشدّد ملاحفجي على “أهمية أن نكون أحرارًا، ومن ثم المحاولة الجدية لإنتاج (فقه المولات) في مواجهة ما يسمى بـ(فقه الدكاكين)، حيث يمتلك السوريون إرثًا حضاريًا لا يستهان فيه، ومعهم أمتهم بالضرورة، عبر هذا اللقاء الحواري الفيزيائي الذي يمد الجسور فيما بيننا”.
وركّز شريف إلى “أهمية إنتاج هذا الصالون اليوم، مواكبًا لثورة الحرية والكرامة، وفاتحًا المجال كله لعمل حواري ثري وعميق وفكر مستنير لا ينضب زيته أبدًا”.
ومن المسائل الواعدة لآليات عمل، ومستقبلية هذا الصالون، أنه انتخب هيئة مصغرة مؤلفة من ثلاثة أفراد فقط، المنسّق العام علي محمد شريف، نائب المنسّق محمود الوهب، والمسؤول الإعلامي علاء الدين حسو. ذلك لمدة ثلاثة أشهر فقط، بعدها يتم انتخاب آخرين، حتى يتم تجديد الصالون وادارته، ويفسح المجال للجميع، ليساهموا في إدارة العمل الجدي والمتواصل، على أسس من الديمقراطية والحوار الذي لا ينقطع، في أتون البحث عن الإجابات للأسئلة الحرجة والملحة في الواقع السوري المتغير باستمرار.