محليات

عزّت الدوري: الاحتلال الإيراني هو الخطر الأول في العراق

على الرغم من الإطلالات القليلة، والتي تكاد تكون معدودة للقيادي البارز في حزب “البعث العربي الاشتراكي” ـ العراق، ظلّ عزّت ابراهيم الدوري الذي تولّى عدة مناصب حزبية ورسمية في بلاد الرافدين، في ظل قيادة الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، لغزاً محيّراً بُعيد سقوط بغداد أمام الغزو الأميركي في العام 2003، فقد غاب عن الظهور العلني على الساحة العراقية، كما غاب الكثيرون من قيادات البعث، إما بالاستشهاد أو الاعتقال أو اللجوء الى خارج البلد. ومنذ أيام أطلّ الدوري في حديث صحافي مطوّل مع مجلة “كل العرب” ،التي يرأس تحريرها ويصدرها الصحافي علي المرعبي من العاصمة الفرنسية باريس.

جاء في الحوار مع الدوري قوله: “كان لدينا تصورات حول موازين القوى لصالح من حَشد قواه لشن الحرب، وذلك كان واضحا جدا، ومن غير الممكن انكاره، ففترة الحصار انهكت جيشنا، والعمليات العسكرية ادت الى تدمير متدرج لقواتنا المسلحة”، لافتاً الى أننا “حاولنا أن نعزز صمودنا بتقوية المعنويات، من خلال التوعية الوطنية والتذكير بإختلال موازين القوى، بين اجدادنا الذين فتحوا العالم والامبراطوريات القديمة كالفارسية والرومية، وكيف ان قلة مؤمنة غلبت كثرة معادية وضالة، بفضل الايمان بالله”.

وتابع: “إن قواتنا المسلحة قاومت ببسالة، ما ان دخلت قوات الغزو جنوب العراق، واشتعلت المقاومة الشعبية المسلحة، ابتداء من ام قصر حتى الوصول الى بغداد”، موضحاً أن “الامر زاد تعقيداً، لأن قوات الغزو سلكت طرقاً خارج المدن للوصول الى بغداد، وعندما كانت تدخل المدن مضطرة كانت تواجه بمقاومة شرسة، وهذا الخيار جعل قدرتنا على منع التقدم خارج المدن ضعيفة”.

وعن الخطط البديلة لمواجهة العدوان، أشار الدوري الى أننا “أعددنا شعبنا بوقت مبكر لخوض معركة الدفاع عن الثورة ومنجزاتها، فدربنا سبعة ملايين مقاتل رجالاً ونساءً ووزعنا السلاح على خمسة ملايين منهم، بالإضافة الى المقاتلين الذين انتجتهم حرب القادسية الثانية، فغيّر العدو خططه، واختار تجنب الدخول في المدن، واختار الصحراء لكي يستثمر تفوقه في كل شيء على جيشنا، الى أن دخل بغداد، وأظهر الجيش العراقي العظيم بطولات قلّ نظيرها”.

ورأى أن “المقاومة العراقية هي اول مقاومة مسلحة شعبية، تبدأ بهذه السرعة بمشاركة آلاف المقاتلين مرة واحدة، وفي عدة مناطق في آن واحد، بينما كانت حرب العصابات في الدول الاخرى تبدأ ببضعة أشخاص، ثم تتوسع تدريجياً، وهذا ما حصل في الجزائر وكوبا وفلسطين وغيرها”.

ولفت الى “إن الخطة البديلة كانت المقاومة الشعبية المسلحة، التي اعطت ثمارها بإجبار قوات الغزو على تحمل خسائر هائلة بلغت اكثر من 75 الف قتيل اميركي، حسب احصاءات جهات أميركية معارضة للحرب، ولكن الحكومة الأميركية حسبت منها اقل من خمسة آلاف، لأن هؤلاء كانوا جنودا وضباطا رسميين، بينما البقية كانوا ممن تقدموا بطلب الجنسية الامريكية، او البطاقة الخضراء (الجرين كارت)، وهي للاقامة الدائمة في امريكا، فاشترط عليهم القتال في العراق لمنحهم الجنسية او الاقامة الدائمة، وهؤلاء لم يسجل من قتل منهم في عداد المقتولين، واعترف الرئيس (الأميركي دونالد) ترامب أن خسائر أميركا المالية تقدر بسبعة تريليون دولار في العراق، وقبله قدر عدد من الاكاديميين الاميركيين الخسائر بثلاثة تريليون، وهي أرقام لم تخسر مثلها أميركا لا في فيتنام ولا في غيرها، وبسبب هذه الخسائر البشرية والمالية قررت اميركا الانسحاب العسكري وسلمت العراق الى ايران في عام 2011”.

وتحدث عن تشكّل قوات المقاومة “فور دخول القوات البريطانية جنوب العراق، حيث كانت مدينة ام قصر والبصرة اول محطات المقاومة المسلحة، وقام الاف الضباط والبعثيين والمستقلين بتشكيل فصائل مقاومة، مارست المقاومة المسلحة في بغداد قبل ان تبدأ في الفلوجة، وفي مدن اخرى، وتعددت الفصائل الجهادية التي انشأناها، منها جيش رجال الطريقة النقشبندية وجيش الصحابة وجيش محمد وجيش تحرير الجنوب وقوات الكرامة وسرايا الطف الحسينية وسرايا الزبير ولقد بلغت فصائل القيادة العليا للجهاد والتحرير57 فصيلاً مسلحاً، عدا فرق وألوية الجيش”.

وأشار الى أن “جبهة الجهاد والتحرير التي يرأسها، قاتلت الغزاة المحتلين وعملائهم، والحقت بهم خسائر فادحة، اجبرت الجيوش الغازية على الهروب، فجبهة الجهاد والتحرير هدفها الكبير هو انقاذ العراق من حالته الكارثية، وانهاء الاحتلال الايراني، واعادة بناء الدولة بطريقة حديثة ودستورية، واقامة نظام تعددي ديموقراطي يضمن لكل العراقيين الحرية والحياة الكريمة، وينهي الفساد والمفسدين”، مضيفاً “نحصل على الدعم الواسع من الجماهير العراقية بالتبرعات، ولهذا واجهنا عددا كبيرا من المعوقات، وتغلبنا على الكثير منها”.

وأكد أن “التدخل الايراني لم يعد تدخلاً بل هو احتلال شامل للعراق، احتلال للحكومة والبرلمان والمؤسسات العسكرية والامنية، واحتلال للموارد المالية، لهذا نحن اكدنا مرارا بأن الخطر الايراني هو الخطر الاول، خصوصا وانه يعتمد على تأجيج الطائفية التي تشرذم الناس البسطاء، وتخلق مشكلات معقدة يصعب حلّها، اضافة لاعتماده على التغيير السكاني، ومنح الجنسية لأعداد ضحمة من غير العراقيين، مثلما فعلت الصهيونية في فلسطين”.

 

المزيد

المدارنت / almadarnet.com

موقع إعلامي إلكتروني مستقل / مدير التحرير محمد حمّود

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى