مقالات

أبناء “الحديدة” اليمنية في عيون “الحوثيين”.. جواسيس!

أحمد حوذان/ اليمن

“المدارنت”/
منذ انقلاب “ميليشيا الحوثي” الإرهابية على مؤسّسات الدولة، والتهام مواردها، أغرقت اليمنيين، في أسوأ معاناة، بدأتها بنهب رواتب الموظفين، وتدمير مؤسسات الدولة، ومحاربة القطاع الخاص، وتهجيره، ومضاعفة سياسة الأتاوات، وفتحت السجون للشباب، ومارست القمع والإرهاب مبرّرات للقبض عليهم.

عندما شاهدت “المليشيات الحوثية”، أن اليمنيّين غير متقبّلين لمشروعها الفكري، وبدأ الشباب في مواجهة مشاريعها من خلال كتاباتهم وتعبيراتهم على جداريات الشوارع والجولات، وفي مواقع التواصل الاجتماعي، والتحليلات البسيطة خلال اجتماعات اتخذت المليشيات منحنى آخر، ومارست القمع  والتنكيل وتكميم الأفواه بحق الشباب المناوئين لها في مناطق سيطرتها.
وفي الثاني من نوفمبر 2018 عندما أعلن الجيش اليمني، إطلاق عملية عسكرية لتطهير محافظة الحديدة، تحوّلت المليشيات إلى حيوانات مفترسة، تفتك بأبناء الحديدة، فملأت بهم العمارات بعد ان استنفذت السجون.. فكانت تقبض على الشباب وترسلهم إلى صنعاء، حتى أصبحت أكثر السجون في صنعاء من شباب الحديدة، حتى كبار السنّ، لم تتركهم الميليشيات، بل كانت لا تفرق بين الصغير والكبير، بطريقه وحشية وإرهابية تحت مسميات متعددة.
عندما كنت في السجن السياسي، كانت تهمة الشباب أنهم يتبعون ضابط اماراتي بداخل السحن. اما في وسائل إعلامها الإلكترونية، فهم “مرتزقة العدوان  الاماراتي/ السعودي”.
تلقى ابناء الحديدة، أنواعا قاسية من العذاب الجسدي والنفسي، ورسمت على وجوه السجناء الشباب من أبناء الحديدة حالات نفسيه عبر الواشين.
اليوم، المليشيات، تطلق العملية الثانية الإجرامية للتنكيل بابناء تُهامة، القاطنين تحت سيطرتها، تحت مُسمّى “جواسيس العدوان “الإسرائيلي”/ الأمريكي”، وتتلاعب بالألفاظ والعبارات والمبررات ضد أبناء تُهامة، لكي تثبت أنها جريمة.
عندما تشاهد كبار السنّ الذين قبضت عليهم المليشيات في 2018، وزجّت بهم في السجون،  منهم عبد الله سلطان، البالغ من العمر 54 عاما، لا يقرأ ولا يكتب، من موزّع كان يرعى أغنامًا له، واتهمته المليشيات بأنه جاسوس للامارات.
أكثر من خمسه أشخاص، لا يجيدون الكتابة والقراءة في السجن، كنت معهم في زنزانة رقم 10 جناح داخلي الأمن السياسي.
هذا هو ديدن “المليشيات الحوثية”، ضد تًهامة “السنّية”، وشبابها المُسالمين، تنهب الأراضي، وتقتل وتزجّ بهم في السجون، تارة تحت عنوان: “العداون الإماراتي/ السعودي”، وتارة أخرى، تحت عنوان: “الإسرائيلي”/ الأمريكي”.
الاثنين، الماضي، نشر إعلام “المليشيات الحوثية” الإرهابية، صورا لعدد من شباب محافظة الحديدة، قالت انهم جواسيس، واظهرت اعترافات لهم مكرهين تحت سياط جلاديها، قالت انهم جواسيس، يعملون لصالح “اسرائيل” (كيان الإرهاب الصهيوني في فلسطين المحتلة) وامريكا، وبثت “فيديو” لِمَا زعمت أنها إعترافاتهم.
تأتي هذه العملية الارهابية لتحقيق أهداف للمليشيات، اهمها التغيير “الديموغرافي” التي تسعى من خلاله الميليشيات، الى إحلال سكان جدد، يتبعون المليشيات، ويدينون بالولاء لها، وقد لاحظنا الكثير من هذه الاعمال ضد عشرات القرى وسكانها في منطقة الحديدة، في مديرية باجل والضحي، وفي زبيد، وكان آخرها قرية الدقاونة.
ما قامت به “مليشيا الحوثي”، مؤخرًا، يأتي في ظل الصراع في البحر الأحمر، وإحلال ايران واحتلالها للحديدة، وانشاء قواعد عسكرية لها.. والذرائع التي تختلقها المليشيات، تأتي ايضا كإستعطاف للقبائل والشباب في مناطق سيطرتها، وحشدهم لاجتياح المناطق المحررة في الساحل الغربي، بعد ايجاد الذريعة والحجّة، وهي نصرة أبناء غزّة، والقضاء على عملاء أمريكا و”إسرائيل”، على حدّ زعمها.

المصدر: موقع “اليمن اليوم”
المزيد

المدارنت / almadarnet.com

موقع إعلامي إلكتروني مستقل / مدير التحرير محمد حمّود

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى