التطهير العرقي والتحديات الخطيرة المتصاعدة!
“المدارنت”..
تواجه المنطقة العربية تحدياتٍ غير مسبوقة على أكثر من صعيد، وفي مقدمتها استمرار العدوان الإسرائيلي الهمجي على قطاع غزة، إلى جانب تأزم الوضع الإنساني والسياسي في عدد من دول المنطقة، ويأتي ذلك في ظل التحريض الإعلامي الممنهج الذي يبثه أطراف وتكتل اليمين المتطرّف التصريحات، ضمن حملات الفاشية العنصرية والتي أدلى بها السيناتور الأميركي ليندسي غراهام، حيث اقترح من خلالها أن يقوم الاحتلال الإرهابي (الصهيوني) بتسوية غزة في الأرض من خلال ضربها بقنبلة نووية.
تلك المواقف والأقوال تتساوق مع النازيين في حكومة الإجرام اليمينية، ودليل على عمق الانحطاط الأخلاقي العنصري الذي وصل إليه، وعقلية الإبادة والتطهير العرقي والتمييز العنصري التي تسكنه مع قطاعات أفراد مجرمين ونخب سياسية متطرفة في الولايات المتحدة على حساب المواطن الأميركي ودافعي الضرائب.
وتأتي هذه التصريحات في ظل قمع الإدارة الأمريكية للحراك الطلابي في الجامعات الأميركية، ومطالبة أحرار العالم بإدانة هذه اللغة الإرهابية العنصرية واستنكارها ومواصلة الضغط لوقف حرب الإبادة والتجويع ضد شعبنا في ظل هذه تصاعد الدعوات لممارسة حرب الإبادة الجماعية في سياق تقديم فروض الولاء إلى الاحتلال، والتي تجعل أصحابها شركاء جرائم الحرب التي يرتكبها جيش الاحتلال مستخدما الأسلحة الأمريكية.
عدوان الاحتلال يتواصل لليوم الـ220 على التوالي، حيث قُتل وأصيب موظفون أمميون، بنيران قوات الاحتلال حيث قتل أحد موظفي الأمم المتحدة قرب المستشفى الأوروبي شرق مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، وهو ما اعترف به جيش الاحتلال عبر إذاعته الرسمية بينما استُشهد سائق فلسطيني، وأصيبت موظفة أجنبية بمنظمة الصحة العالمية، إثر قصف “إسرائيلي” (إرهابي صهيوني) شرقي رفح، كما أفادت مصادر صحية بإصابة موظفين بالأمم المتحدة عند معبر رفح جنوب قطاع غزة، وصفت جروح أحدهم بالخطيرة للغاية.
وارتفعت حصيلة “العدوان الإسرائيلي” (الإرهابي الصهيوني) إلى 35,091 شهيدا وأكثر من 78,827 مصابا، في حصيلة غير نهائية، إذ لا يزال الآلاف من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات ولا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.
الوضع الكارثي والمخاطر المحدقة بأبناء الشعب الفلسطيني نتيجة للعدوان وجرائم الإبادة الجماعية، أصبحت تشكل خطورة على المستقبل الفلسطيني في ظل إصرار الاحتلال على تدمير قطاع غزة بالكامل، وقتل كل مظاهر الحياة بداخله وخاصة بعد إغلاق سلطات الاحتلال “الإسرائيلي” للمعابر الرئيسة المؤدية إلى قطاع غزة.
لا بد من التحرك الدولي العاجل من اجل وضع حد لجرائم الحرب “الإسرائيلية” واستمرار مأساة غزة ومنع تكرارها مما يتطلب العمل على إيجاد جذريا لمسببات اشتعالها، فمأساة غزة هي مأساة فلسطين ولا يمكن معالجتها إلا بمعالجة القضية الفلسطينية بإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على خطوط الرابع من حزيران 1967.
فتح الأفق السياسي والطريق إلى حلّ الدولتين، يحتاج الى إرادة دولية حاسمة لتحويله إلى واقع بأسرع وقت ممكن، من خلال الاعتراف بالدولة الفلسطينية، عبر مؤتمر دولي يرسم مسارا وخارطة طريق محددة بأفق زمني واضح ينهي الاحتلال، ويمكن دولة فلسطين من ممارسة حقها في السيادة والاستقلال، وهذا ما تعبر عنه الأغلبية الساحقة من دول العالم وشعوبه، سواء في قاعات الأمم المتحدة ومنظماتها أو بشوارع العواصم العالمية وجامعاتها، وتجليات الرأي العام العالمي المطالب بوقف حرب الإبادة وبحرية فلسطين، ورفض المعايير الدولية المزدوجة التي تعيق تقدم فرص وقف العدوان وإنهاء الاحتلال “الإسرائيلي”.