رأي المدار

سقوط هيبة الدولة.. “احتكار الوقود.. احتقار للناس”.. “1”..!

محمّد حمّود/ لبنان

خاص “المدارنت”..

عندما…

تتواصل عملية إذلال المواطنين، من أجل ملء القليل من البنزين أمام العديد من محطات الوقود في بيروت والمناطق اللبنانية، عمومًا، وفي البقاع بخاصة، المنطقة التي تعتبر ممرًا رئيسًا لتهريب المحروقات والعديد من المواد الغذائية والسلع المدعومة، الى الأراضي الخاضعة لنظام حاكم دمشق.

وللأسبوع الثالث على التوالي، اقتبس أصحاب المحطات نظرية المصارف في ملء خزانات الوقود للسيارات، وتقنين عملية التوزيع وفق توجهاتهم ورؤاهم، حيث يقدمون للزبائن ليترات بنزين مقابل 30 ألف ليرة لبنانية فقط، أو 20 ألف ل. ل. الأمر الذي لا يحلّ مشكلة، بل يؤمن للسائقين كمية من المحروقات، تساعدهم على مواصلة عملية البحث عن محطات تبيع البنزين، ليملأوا خزانات سياراتهم.

متى تنتهي هذه المهزلة؟ ومتى يكفّ تجار الوقود من السادة وتوابعهم عن معاقبة الناس، ومحاولة إذلالهم، عبر هذا الأسلوب “المافياوي”؟ ما الذي يطمح اليه هؤلاء التجار؟ وهل ينتظرون تصاعد سعر الدولار أكثر، ليزيدوا حجم أرباحهم المتراكمة من المال الحرام، والذي يعاني المواطنون الأمرّين لتحصيله بعرق الجبين، سيّما بعد حجز أموالهم في المصارف؟

واللافت في هذا السياق، هو إقفال المحطات في وقت واحد، وفي نفس الأيام والساعات، بل والدقائق والثواني، والسؤال البديهي هو: كيف تغيب مادة البنزين في وقت واحد؟

والحقيقة المرّة، التي أثبتت وقائعها عدم صدقية هؤلاء التجار “الفُجار”، هي توفر الوقود في كل محطات الوقود، وبيعها بالطريقة الاستنسابية التي يريدها أصحاب هذه المحطات، ووجود هذه المادة الحيوية في أوقات الليل، أو في أوقات يرتئي أصحاب المحطات أنها مناسبة لفتح المحطات، والسماح ببيع الوقود للناس وفق “الطريقة اللبنانية الوقحة”، والتي تفتقر الى الحدّ الأدنى من الأخلاق في التعامل مع الناس.

ألا يكفي الناس محاولات السلطة ورموزها، إذلالهم وتدجينهم عبر استخدام شتى الوسائل القهرية، لتطويعهم وإلهائهم عن ممارساتها السياسية والاقتصادية “الشاذة” والفاشلة، ودفعهم قسريًا الى التفكير في كيفية تمرير أيامهم فقط، وتأمين أكلهم وشرابهم، خصوصًا في هذا الشهر الفضيل.

أين الناس؟ أين حقهم في ممارسة حيواتهم من دون ضغوط أو إذلال؟ لماذا هذا الصمت بعد أن صودرت أموالهم في المصارف، برعاية رسمية من السلطة ومصرف لبنان المركزي؟ متى يستيقظ اللبنانيون، ويهبّوا الى المطالبة بحقهم في الحياة بكرامة؟ متى يدرك اللبنانيون أنهم عرضة لتكرار حكاية الثورين، الأبيض والأسود؟

متى يحين موعد المطالبة بالحقوق؟ متى ينتفض الناس ثأرًا لكراماتهم؟ متى يهبّ اللبناني لتحصيل حقوقه الطبيعية والبديهية؟ متى يدرك أن السياسيين يأكلون حقه بالمفرق والجملة؟ متى يكفّ اللبناني عن “النق”، والسعي الى انتزاع حقه ممن سلبوا حياته وحقوقه كبشريّ؟ متى يستيقظ؟ ويتمرّد على الزعامات التي تغطي السارقين واللصوص، بل وتشاركهم في جرائمهم؟!

قد يقول قائل: إن هذا الكلام هو تحريض، نعم هو تحريض للناس على عدم الصمت، بعد تحوّل اللبناني والمقيم في هذا البلد الى متسوّل للقمة عيشه، نعم تحريضي، لأن الناس وصلت الى المريخ، ونحن ننتظر حكومة لن تتشكل، بسبب الخلاف على الحصص ونوعية وهوية الوزارات، وعلى توزير “فلان أو علّان”، نعم، هو تحريض على التوقف عن “النق”، والشروع في خطوات تعيد للبنانيين حقوقهم المشروعة، التي ضاعت بين مصالح هذا السياسي وذاك، وذالك الزعيم والقيادة الفذ، من أسفل الهرم الى رأسه، مرورًا بوسِطه ومحيطه وكل جوانبه.

متى تتأكد أيها اللبناني، من صحة القول: “ما ضاع حق وراءه مُطالب”، فهل أنت مستعد للمطالبة بحقك؟ ام انك مستعد للتسوّل؟!، وانتظار “كرتونة” مساعدات لا تسمّن ولا تغني عن جوع، سبّبته لك الطغمة الحاكمة وتوابعها؟ متى تستيقظ وتقول لا؟! بعد أن أصبحت مثلًا في التخاذل والخنوع؟! وتخليّت عن عبادة الخالق الواحد الأحد، ذهبت الى عبادة الزعيم؟!

نعم.. عندما يحصل كل ما سبق، تسقط هيبة الدولة.. وللحديث بقية، إذا بقي من العمر بقية.

عشرات السيارت ينتظر أصحابها أمام إحدى محطات الوقود.. مشهد يتكرر في غالبية الاراضي اللبنانية منذ اسابيع
المزيد

المدارنت / almadarnet.com

موقع إعلامي إلكتروني مستقل / مدير التحرير محمد حمّود

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى