مقالات

“ميليشيا الحوثي” تسير على خطى “الانكشارية” وتدعو الآباء للتخلي عن أبنائهم وتجنّد الأطفال!

“ميليشيا الحوثي” تجنّد الأطفال في مناطق سيطرتها في اليمن

“المدارنت”/ تربية أبناءكم وتنشئتهم ليست مسؤوليتكم، إنها مسؤولية أعلام الهدى، ودوركم كأباء يتوقف عند حدود تعليم الأبناء مبدأ الولاء، وحثّهم على طاعة السيّد العَلَم، والدفع بهم إلى المراكز الصيفية لتتم تنشئتهم التنشئة الايمانية الصحيحة، وتأهيلهم لمواجهة أمريكا و”إسرائيل” (كيان الإرهاب الصهيوني في فلسطين المحتلة)..!
بهذه العبارة التي تمحورت حولها خطبة الجمعة، المعممة على جميع المساجد في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي، وجد اليمنيون أنفسهم أمام خطاب تحريضي، لا يدعوهم للتخلي عن دورهم، والتنازل عن أبناءهم فحسب، بل يدعوهم للتخلي عن القيم والمبادئ التي تضمنها جوهر الإسلام وأخلاقياته وتشريعاته التي ربطت طاعة الله بطاعة الوالدين، والتي تصادرها أبواق منابر “الحوثي” من الآباء، وتنسبها لمن تدّعي انه امتداد للنبوّة، وتزعم أن حبّه وطاعته ترجمة لطاعة وحبّ رسول الله.
وفي الوقت الذي قوبل مثل هذا الخطاب باستغراب واستهجان المصلين، أكد مثقفون وناشطون حقوقيون، أن ما تروج له “مليشيا الحوثي”، اليوم، يمثل حربًا تستهدف تدمير المجتمع وتمزيق الروابط الأسرية، مشيرين إلى أن المليشيا تسعى من خلال المراكز الصيفية، لبناء جيش عقائدي يعتمد ذات النهج الذي اعتمد عليه سلاطين بنو عثمان في تأسيس “جيش الانكشارية” الذي تأسّس من الأطفال والغلمان واليتامى الذين كان يتم سلخهم من روابطهم الأسرية، واعتبارهم أبناء السلطان الذي لا يجب أن يدينوا بالولاء لغيره.
مصادر خاصة لـ”اليمن اليوم” كشفت أن الطلاب والأطفال الذين سيتم الحاقهم بالمراكز الصيفية الحوثية لهذا العام، سيخضعون لدورات عسكرية مكثفة وتدريبات عملية على استخدام الأسلحة بمختلف أنواعها.|
وأشارت إلى أن المليشيا نفذت حملة استقطاب قبل نهاية العام الدراسي، وألزمت المدارس بوضع التحاق الطالب بالمراكز الصيفية، شرطا لقبوله في العام القادم، ما يشير إلى أن عدد الملتحقين بمراكزها هذا العام سيسجل رقماً قياسيا.
ولفتت المصادر إلى ان “مليشيا الحوثي” نفذت دورات تدريب عسكرية لمواطنين عاديين وشباب وطلاب جامعات وموظفين حكوميين، ارتكزت على تدريبهم على استخدام الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والثقيلة، في خطوة عكست توجهات جماعة الكهنوت لعسكرة و”ملشنة” الشعب اليمني بكل فئاته وشرائحه الاجتماعية، وتدفع الشباب للالتحاق بصفوف مليشياتها، وهو ما تجلّى من خلال العروض العسكرية الشعبية والطلابية التي شهدتها العاصمة صنعاء مؤخرا.
مراقبون وحقوقيون، أكدوا أن المراكز الصيفية والدورات العسكرية التي تنفذها “مليشيا الحوثي”، هي انتهاك للطفولة وحقوق المواطنة وقيم الإنسانية، مؤكدين أن مخرجات هذه الدورات ستمثل قنبلةً يصعب احتوائها، وخطرًا يهدد الأمن والسلم الاجتماعي، مشيرين إلى أن “جماعة الحوثي” انتقلت من زراعة الألغام في الطرقات والأودية والأراضي الزراعية إلى زراعة الألغام في العقول والمنازل وغرف النوم.

المصدر: شهاب السماوي/ “اليمن اليوم”

المزيد

المدارنت / almadarnet.com

موقع إعلامي إلكتروني مستقل / مدير التحرير محمد حمّود

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى