مقالات

نظام البحث عن مشكلات وحروب وأزمات!

حسين عابديني/ بريطانيا

خاص “المدارنت”/ عند القيام بمراجعة للأحداث والتطورات المتعلقة بإيران، منذ تأسيس النظام الحالي القائم في طهران، فإن أکثر ميزة يمکن أن يتم ملاحظتها في هذا النظام، إنه ومنذ تأسيسه والى اليوم، لم يمرّ عام عليه من دون أن تکون هناك ثمّة مشکلة أو أزمة في داخل أو خارج إيران ذات صلة بالنظام!
وصف الثورة الايرانية عند حدوثها بالزلزال السياسي في المنطقة، الذي على الاعمّ تمّ تسميته کذلك على أمل أن يکون عاملا إيجابيا في القضية المرکزية التي تهم العرب والمسلمين، ونقصد بها القضية الفلسطينية، والحقيقة إن هذه النظرة للثورة الايرانية، کانت صادقة وحقيقية وقتها، لکون الثورة کانت تعبر عن الشارع الايراني، وعن واقع وحقيقة موقف هذا الشارع من القضية الفلسطينية.
بعد إنتصار الثورة، وتمکن (الإمام) خميني، وتياره من رکوب موجتها لعوامل وأسباب مختلفة مرتبطة بالظروف التي کانت سائدة وقتئذ في إيران، فإن إعتماد خميني على “نظرية ولاية الفقيه” الدينية الاستبدادية کأساس للنظام، کان يعني وبکل وضوح بأن دکتاتورية دينية متشددة، ستخلف دکتاتورية الشاه، ولأن خميني کان يعلم جيدا بأن نظامه عاجلا أو آجلا سيصطدم مع الشعب الايراني الذي عانى الأمرّين من دکتاتورية الشاه الي أرهقته کثيرا، فکان لابد من أن يبحث عن ما يمنح النظام من عوامل قوة نوعية من أجل درء التهديدات التي قد تحدق به مستقبلا، فکان إن لجأ الى إستخدام ما يسمى بمبدأ “تصدير الثورة”، جنبا الى جنب مع القضية الفلسطينية لهذا الغرض.
في الاعوام الاولى لقيام هذا النظام، مع کل تلك الجرائم والمجازر التي قام هذا النظام بإرتکابها ضد الشعب الايراني في سائر أرجاء إيران، من أجل فرض النظام على الشعب بالقوة، فقد حدثت أيضا، ولأول مرة عمليات ونشاطات تخريبية في لبنان والکويت وغيرها، کان للنظام دورا واضحا فيها، والذي يجب ملاحظته هنا بتمعّن، إنه کلما کان الضغط الداخلي يتزايد على النظام، فإن الاخير الى جانب تزايد ممارساته القمعية ضد الشعب، فإنه کان هناك أيضا تزايدا مضطردا في النشاطات المشبوهة في المنطقة، خصوصا بعد تأسيس “حزب الله” اللبناني من قبل النظام، والذي جرى بعد التفاهم والتعاون والتنسيق مع النظام السوري.
الاسلوب الذي دخل به خميني ونظامه الى بلدان المنطقة من أجل أن يجعلوها مرتعًا لإثارة المشكلات والازمات والحروب، کان أشبه من حيث الشکل بأسلوب حصان طروادة، ولکن بأسلوب فکري بحت ومن کانوا داخل هذا الحصان فإنهم أفراد وعناصر من بلدان المنطقة ذاتها، ولکي يثبت النظام رکائزه ويجعل له قواعد ومرتکزات ثابتة على الارض، کان لا بد من أن يقوم بإستغلال وتوظيف أمور وقضايا ذات عناوين مثيرة ولها أهمية، بخاصة لدى الشارع العربي، فکانت قضية فلسطين وقضية التشکيك في النظام العربي الرسمي وعجزه عن تحقيق متطلبات وطموحات الشعوب، والاهم من ذلك تم طرح “حزب الله” اللبناني مثلا، وبصورة غير مباشرة، کنموذج جاهز للنظام الرسمي العربي المستقبلي!
وهکذا إستمر النظام الايراني في مخططه التآمري المشبوه الذي ليس لا زال، بل وسيبقى مستمرا کلما بقي رمق في هذا النظام، خصوصا وقد صار معروفا للجميع دونما إستثناء إن المصدر الاساسي لمعظم المشكلات والازمات والحروب في المنطقة هو النظام الايراني، أما وسيلته وأداته لخلق وإثارة تلك المشكلات والازمات والحروب، فهي أذرعه ووکلائه الذين إزدادوا بعد أن فرض “حزب الله” نفسه کورم سرطاني في الجسد اللبناني، وليس الحل في حل هذه الاذرع فقط کما يتبادر الى الاذهان مع أهمية ذلك وتأثيره على النظام، بل إن الحل الحاسم والجذري هو في التغيير الجذري في النظام الايراني ذاته، وهذا لن يتم إلا عن طريق دعم وتأييد النضال المشروع للشعب الايراني من أجل الحرية والتغيير.

المزيد

المدارنت / almadarnet.com

موقع إعلامي إلكتروني مستقل / مدير التحرير محمد حمّود

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى