عربي ودولي

د. عزمي بشارة: هجوم إيران كشف “أوركسترا” في المنطقة تدافع عن “إسرائيل”! ولا علاقة له بالحرب على غزّة!


“المدارنت”/
رأى المدير العام لـ”المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات”، د. عزمي بشارة، أنّ “الردّ الإيراني على الهجوم “الإسرائيلي” (الإرهابي الصهيوني) على القنصلية الإيرانية في دمشق، جاء في سياق الحرب المستمرّة بين الجانبين في لبنان وسوريا وإيران نفسها، ولا علاقة مباشرة بينه وبين الحرب الدائرة في قطاع غزة”.
وقال بشارة في حديث الى “التلفزيون العربي”: “إن استهداف كيان الاحتلال للقنصلية الإيرانية في دمشق، كان تصعيدًا “إسرائيليًا” جوهريًا، لم يكن بوسع إيران أن تقف مكتوفة الأيدي تجاهه”، مشيرا إلى أنّ “إيران أعلنت للعالم كله تقريبًا، أنها مضطرة للرد على “إسرائيل”.

هناك قوى عربية لم تدافع عن غزة عسكرياً
لكنها دافعت عن “إسرائيل” 

وأكد بشارة أن “حماسة جزء من الجمهور العربي للضربة الإيرانية، وسخرية جزء آخر منها، سببهما عدم وجود مشروع تنموي عربي، فينقسم العرب نتيجة لذلك بين مشاريع إقليمية إيرانية وتركية و”إسرائيلية”.
وأشار الى “عدم رغبة إيران بالذهاب إلى الحرب لأسباب عدة منها، أنّ شعبها لا يريد مثل هذه الحرب، وأنّ اقتصادها لا يتحمّل ذلك، ولرغبتها الحفاظ على منجزاتها ومشروعها في المنطقة، والذي لا تريد التضحية به”.
وأوضح بشارة، أنّ “هجوم إيران كشف وجود أوركسترا فاعلة في المنطقة للدفاع عن “إسرائيل”، وليس عن فلسطين، وأنّ هناك قوى عربية لم تدافع عن غزة عسكريًا، ولكنها دافعت عن “إسرائيل” عسكريًا.
وحول الرد “الإسرائيلي” المحتل على الضربة الإيرانية، أكد بشارة، أن “إسرائيل” عاجزة عن الدفاع عن نفسها في حرب ضد إيران من دون الدعم الغربي والأميركي خصوصاً، لافتا الى ان “رئيس وزراء الاحتلال “الإسرائيلي” (الإرهابي الصهيوني) بنيامين نتنياهو، لديه حلم سياسي يتمثل في توريط الولايات المتحدة في حرب على إيران”، مستبعداً “قدرته على ذلك”، مشدّدًا على أنّ “واشنطن قالت “لا” واضحة لـ”إسرائيل” بشأن الرد على الرد الإيراني”، مؤكدًا أنّه “لا يوجد مصلحة أميركية في اندلاع حرب إقليمية مع إيران”.
ورجح “استمرار المواجهات بين الطرفين، إلا أنه استبعد حصول حرب شاملة لا تريدها أميركا بشكل عام، وليس في سنة انتخابات أمريكية على نحو خاص”.
وتعليقًا على الدعم الغربي الذي حظيت به “إسرائيل” بعد الهجوم الإيراني، وعزله عن سياقه بوصفه ردًا على هجوم القنصلية الإيرانية بدمشق، لم يجد بشارة في الأمر “ما يدعو للاستغراب، ولا سيما أنّ موقف الحكومات الحليفة لـ”إسرائيل” والمنحاز لها معروف”.
وأشار إلى أنّ “التغيّر الذي حصل بعد السابع من أكتوبر هو على مستوى الرأي العام في الغرب، الذي بدأ جزء منه يعدّل نظرته إلى القضية الفلسطينية”. وشدّد على أنّ “هؤلاء الذين تظاهروا في الغرب ضدّ “إسرائيل”، ليسوا أكثرية الرأي العام، لكنّهم جزء فاعل ومؤثّر منه، وهذا الجزء لم ينظر إلى “إسرائيل” بوصفها “ضحية” بعد الهجوم الإيراني”.
أما الأنظمة، فأكد بشارة أنّ “موقفها لم يتغيّر، فهناك أنظمة منحازة أصلاً لـ”إسرائيل”، وبينها دول عربية، وأن بعض هذه الدول تلوم “إسرائيل”، أصلاً؛ لأنها لم تقضِ سريعًا على “حركة حماس”، وإنّها لم تستطع تحقيق هذا الهدف على مدى ستة شهور متواصلة من الحرب”.

 الاحتلال يريد مواصلة الحرب والبقاء في قطاع غزة

وحول جولات التفاوض بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال التي لم تحقّق بعد أيّ نتيجة منذ شهور، لفت بشارة، الى “عدم وجود أي تفاهم على أي قضية بين الجانبين الفلسطيني و”الإسرائيلي” خلال مفاوضات تبادل الأسرى، وأنّ منطلق “إسرائيل” في المفاوضات هو تحرير الرهائن “الإسرائيليين” لدى “حماس، وهم مقابل ذلك، مستعدون أن يعطوا مطالب جزئية مثل الهدنة، لكنهم مصرّون على مواصلة الحرب، ويريدون البقاء في غزة”.
ونوه بأنّ “الولايات المتحدة إلى حد ما شريكة للاحتلال في قضية تحرير الرهائن، وهي عمومًا داعمة لاستمرار الحرب، وعلى الأقل لم تقم بأي خطوة ضاغطة لإنهائها”.
وتحدّث بشارة عن “رفض “إسرائيلي” واضح وصريح لجهة الانسحاب الكلي من قطاع غزة، بل إن ما طرحته “إسرائيل” في الجولات الأخيرة، كان أن تكون على بعد 500 متر فقط من المحاور الرئيسية”.
وشدّد على أنّ “حكومة الاحتلال لم تغيّر موقفها من وقف إطلاق النار وفك الحصار والانسحاب، وحتى فتح بوابات غزة لدواعي الإغاثة الإنسانية، وأنّ ما حصل أخيرًا على مستوى المساعدات، كان بضغط أميركي، لأسباب مختلفة من بينها الشعور العالمي بالعار”.
وتطرق بشارة، الى “الطروحات الراهنة حول فكرة الاعتراف بدولة فلسطينية، حيث كرّر موقفه لجهة أنّ الأهم هو وقف الحرب على قطاع غزة وزوال الاحتلال، ومن دون ذلك لا معنى لدولة”.
وأكد أنه “لا يشكّك في النوايا الحسنة لبعض الدول التي تقدّم هذه الطروحات، ولا سيما من الدول التي تعترض على ما يجري في غزة، على غرار إسبانيا وأيرلندا”، مضيفا “هؤلاء لا يدرون ما يفعلون، فيطرحون فكرة الاعتراف بدولة فلسطينية، ويجدون شريكًا هو السلطة في رام الله”، متسائلًا: “كيف تساعد غزة في الاعتراف بدولة فلسطينية؟”.
وشدد على أنّ “الأولوية يجب أن تكون لوقف إطلاق النار، فالاعتراف من دون أرض ومن دون دولة ومن دون ممارسة السيادة، قضية معنوية، ستنتهي إلى رفع ممثليات السلطة إلى سفارات، وليس أكثر من ذلك”.
المصدر: موقع “بوابة اللاجئين”

المزيد

المدارنت / almadarnet.com

موقع إعلامي إلكتروني مستقل / مدير التحرير محمد حمّود

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى